ليس من هنا يبدأ الحوار الوطني

ليس من هنا يبدأ الحوار الوطنيمدحت بركات

الرأى19-5-2022 | 13:01

المتابع للشأن السياسي المصري، يجد فيه الكثير من المتناقضات ، التى تعبر عن اتساع الفجوة بين تطلعات تيار وآخر، وأحيانا بين أبناء التيار الواحد ، وهذا ما ندركه في السياق الوطني العام ، وأكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال بأن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية".

لكن شتان ، بين الاختلاف في الرأي لمصلحة الوطن، و بين المزايدة على قضاياه والمتاجرة بهمومه، و إن وجدت حسن النوايا، إلا أنه من بيننا من يتعمد أن يضع العربة أمام الحصان، ليثبت عدم قدرة الأخير على الحركة، ولا عناء في ذلك، فالهدم سهل، جَدّ سهل ، والبناء صعب، جد صعب .

فلا منطق لأن يطلب ليبرالي بإقصاء التيارات والنقابات والأحزاب الموالية للدولة المصرية من ماراثون الحوار، ولا معنى لأن أجد صوتاً نشازاً يدعو مسبقاً لانتخابات مبكرة، أو يضع شروطاً تعجيزية لحوار، من المفترض أن يُدلي كل منا فيه بدلوه ، دون أن يفرض إرادته على الجميع، و ثالث يطلق تهم التخوين، ورابع يمنح صكوك الوطنية.. إلخ

أمثال هؤلاء المغيبين يمثلون حصان طروادة، ويحملون في بطونهم وعقولهم الخاوية فكر الجماعة الإرهابية، وعقيدتها، التي لم تجد لها مكانا في المشهد ، فأرادت إفساده، ولا يتورع ذيولها في اتباع سياسة الأرض المحروقة.

هذه الكلمات ليست مقدمات متشائمة للحوار، فلا أحب جلد الذات، وإنما أخشى أن نكون من الذين لا يتذكرون الماضي فيُبْلَوْن بإعادته.

أما وقد أهلتنا نسائم صيف سياسيى باردة ، بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي – الصادقة - كل القوى الوطنية للحوار السياسي حول أولويات العمل الوطني، فلا يجب أن نتشرذم و نكرر ذات الأخطاء التي ارتكبناها منذ 30 يونيو 2013وحتى الآن.

أذكر وتذكرون ذلك المشهد المهيب الذي احتشد فيه جموع الشعب المصري للخلاص من حكم المرشد وجماعته الإرهابية، وقد كانت القوى المدنية والأحزاب السياسية في القلب منه، جمعنا الوطن ولكن سرعان ما فرقتنا السياسة .

كانت الدولة المصرية على وشك السقوط في الهاوية لولا إرادة الله وحكمة القائد الذي خاض بجيش مصر معركة الإرهاب والبناء، وطرح ما عداهما جانبا ، سابق الزمن للخروج من دائرة السقوط، التي سبقتنا إليها دول شقيقة ، فكان له ولنا النصر من الله .

واليوم يفتح بدعوته صفحة جديدة بات لزاماً علينا أن نُغَلِّب الصالح العام و أن نجتمع فيها حول هموم المواطن وقضايا الوطن.

أضف تعليق