في ضوء الجهود العالمية المبذولة للتصدي إلى ظاهرة التغيير المناخي، التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان والبيئة والتنوع البيولوجي للكائنات الحية. فإن مصر تسعى للقيام بالحد من الآثار السلبية المصحوبة لهذه الظاهرة، مثل الاحتباس الحراري، زيادة منسوب مياه البحر، ارتفاع درجات الحرارة، الانبعاثات الكربونية. حيث إن المركز القومي للبحوث هو إحدى منارات العلم والتعلم في الشرق الأوسط، فقد قام الفريق البحثي برئاسة الأستاذة الدكتورة/ حنان عبد الرحمن معهد بحوث البيئة و التغيرات المناخية بالاشتراك مع مؤسسة استدامة.
و أكدت الدكتورة مريم عماد الدين فوزى، أستاذ باحث مساعد معهد بحوث البيئة و التغيرات المناخية بالمركز القومي للبحوث أن هناك خطة تصميم برنامج تنفيذي مبتكر يهدف إلى تعويض الانبعاثات الكربونية، الذي يعمل على قياس استهلاكات الطاقة و حساب قيمة الانبعاثات الناتجة من المعدات و الأجهزة الكهربائية والسيارات و من ثم حساب قيمة التعويض المطلوب للوصول إلى الحياد الكربوني على مستوى كل وحدة على حدى .
و سوف يتم تفعيل ذلك عن طريق وضع تصور كامل لآليات تعديل وخفض الانبعاثات والحفاظ على الموارد و ذلك لمنع تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، الذي يلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45% في المئة بحلول عام 2030 و من ثم للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2050.
و في ضوء ذلك، سيتم تدريب وتأهيل الطلاب والباحثين والعاملين بالقطاعات المختلفة على كيفية التعامل الأمثل مع الموارد و خفض الاستهلاك و زيادة الوعي باثار تطبيق معايير الاستدامة البيئية الآمنة . ثم الحصول على الرخصة الدولية البيئية للاستدامة بالتعاون مع مؤسسة Innovation Market التابعة لجامعة كارلسروه الألمانية.
و من خلال هذا التعاون تم تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج وهو زراعة نحو 175 شجرة، حيث يسعى هذا البرنامج إلى ايجاد نموذج قابل للتطبيق للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال الحفاظ على الموارد المائية وذلك بالتزامن مع مشكلة ندرة المياه، حيث إن المياه المستخدمة في عملية ري الأشجار هي مياه منتجة من معالجة المخلفات السائلة أو مياه الصرف الصحي أو مياه الزراعة، التي يجب أن تتوافق مع معايير إعادة الاستخدام الأمثل للمياه المستخدمة في الزراعة طبقا للكود المصري لعام 2015، مما يؤدى إلى الحفاظ على مصادر المياه و البيئة والحد من التغيرات المناخية.
و للمساهمه في التصدي لهذه الظاهرة، يلزم ترشيد استخدام الطاقة في الإنارة والتدفئة و استخدام الأجهزة و ايجاد مصادر طاقة بديلة و نظيفة، وبالأخص الكهرباء، مثل استبدال السيارات، التي تعمل بالوقود بالسيارات الكهربائية و استبدال الأجهزة، التي تعمل بالكهرباء بأخرى تعمل بالطاقة الشمسية، و إنشاء مبان ذكية وصديقة للبيئة تتميز بالاستدامة وتوفر فى استهلاك الطاقة والمياه، الذي فى النهاية يساهم في القضاء على مشكلة التلوث وإدارة المخلفات البيئية والحد من الانبعاثات الكربونية.