قال محمد فراج، المستشار السياسي للصندوق العالمى للتنمية والتخطيط التابع للأمم المتحدة، أن دائماً ما تعبر الدول الأزمات طبقا لعدة مقاييس وشروط، وتختلف من دولة لأخرى وتكون المحاور الرئيسية لذلك، طبيعة وثقافة الشعوب إمكانيات الدولة الاقتصادية، ومدى توفر مقومات العبور من الأزمة "زراعة، صناعة، خامات".
أوضح فراج في تصريحات صحفية، أن مع استمرار جائحة كورونا "كوفيد-"19، أضعف الاقتصاد العالمي عام 2022، لافتا أن معدل النمو العالمي تراجع من 5,9% في 2021 إلى 4,4% في 2022، وفقا لاحدث تقارير البنك الدولي، ونظرا لارتفاع أسعار الطاقة واضطرابات سلاسل الإمداد، أتوقع استمرار ارتفاع التضخم في الأجل القريب.
أشار المستشار السياسي للصندوق العالمى للتنمية والتخطيط التابع للأمم المتحدة إلى أن التوترات الجغرافية–السياسية والقلاقل الاجتماعية المتزايدة، بما فيها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك احتمال ظهور سلاسل جديدة متحورة من كورونا وجدري القرود من المرجح أيضا أن تفضي إلى مزيد من عدم اليقين الاقتصادي.
وأضاف أن الغزو الروسي لأوكرانيا ستتدفق من خلاله ثلاث قنوات رئيسية أولا، ارتفاع أسعار السلع الأولية كالغذاء والطاقة ليدفع التضخم نحو مزيد من الارتفاع، مما يؤدي بدوره إلى تآكل قيمة الدخول وإضعاف الطلب وثانيا، الاقتصادات المجاورة بصفة خاصة سوف تصارع الانقطاعات في التجارة وسلاسل الإمداد وتحويلات العاملين في الخارج، كما ستشهد طفرة تاريخية في تدفقات اللاجئين وثالثا، تراجع ثقة مجتمع الأعمال وزيادة شعور المستثمرين بعدم اليقين سيفضيان إلى إضعاف أسعار الأصول، وتشديد الأوضاع المالية، وربما الحفز على خروج التدفقات الرأسمالية من الأسواق الصاعدة.
فسر أن الأزمة الحالية عالمياً هى حرب تكسير عظام بين ثلاثة فرق، روسيا ومعها الصين مباشرة أمام الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ويبقى الفريق الثالث "ما يسمى قديما بدول عدم الانحياز".
وعن الموقف المصري قال: وفى صلب الأزمة عوامل النجاح لمصر تترتكز علي سياسة مصر المتزنة منذ بداية الأزمة، وحتى الآن جعلتها ليست طرفاً فى صدام مباشر مع إحدى القوتين المتصارعتين، الطموحة والعمل الكبير السابق على مدار سبع سنوات وفر لمصر إمكانيات تساعدها على تحمل تقلبات الأزمة العنيفة.
استكمل قائلا: أن طبيعة الصراع بين الشرق والغرب وفر ظروفا ملائمة لتكون مصر ضمن الملاذات الآمنة للاستثمار والعمل مع كلا المعسكرين وبشكل متوازن، بالإضافة إلى طبيعة الاكتشافات الخاصة بالبترول والغاز والاستثمار الهائل فى الطاقة النظيفة "رياح، طاقة شمسية"،حقق لمصر أن تكون قبلة لكل الدول الأوروبية، التى تعانى بشكل غير مسبوق فى حرب الطاقة ضمن الصراع القائم مع روسيا.
تابع موقع مصر الجغرافي يعطى ميزة كبيرة فى الربط والحركة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب مع وجود الشريان الرئيسى (قناة السويس)، فى ظل أزمة سلاسل الإمداد غير المسبوقة.
أعرب أن مصر ستحقق طفرة كبيرة فى التصدير وفتح أسواق جديدة خارجية لما يتوفر بها من أراضي زراعية تنتج مختلف أنواع الزراعات، لافتا أنه وبكل المقاييس وضع مصر أفضل من دول كثيرة عالميا، سواء غنية أو فقيرة؛ لأن أساس هذه الأزمة عدم توافر الغذاء .