حذر وزير المالية محمد معيط من مغبة تسبب الأزمة الروسية الأوكرانية في أزمة غذاء عالمية قد تهدد بتعريض الملايين على مستوى العالم لخطر المجاعة جراء ارتفاع أسعار الغذاء.
وقال معيط في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، خلال زيارته الحالية إلى لندن، "إنه رغم أزمة الغذاء العالمية، التي تلوح في الآفق بسبب الأزمة في أوكرانيا، وتحذيرات الأمم المتحدة ودول مجموعة السبع حول تزايد المخاوف بشأن نقص محصول القمح في شتى أنحاء العالم، إلا أن مصر لديها ما يكفي من القمح حتى نهاية العام الجاري".
وأضاف: "يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن أزمة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، فهذا الخطر يهدد بوفاة الملايين من الأشخاص الأبرياء بسبب الجوع".
وتوقع معيط عدم تعرض ال اقتصاد المصري لركود هذا العام على الرغم من الأزمات العالمية، مشددا على أن مصر واحدة من الدول القليلة، التي تمكنت من النمو بشكل إيجابي على مدار العامين الماضيين رغم جائحة كورونا.. كما تتوقع الحكومة المصرية نموا بنسبة 5.5% في السنة المالية، التي تبدأ في شهر يوليو.
وأوضح أن برنامج التمويل الجديد، الذي طلبته مصر من صندوق النقد الدولي في شهر مارس الماضي سيكون لمدة 3 سنوات، مشيرا إلى أن المفاوضات تسير بشكل جيد للغاية.
وفي هذا الإطار، قال معيط "إن الحكومة المصرية لا تزال تخطط "لترشيد" دعم الخبز، الذي يكبد ميزانية الدولة أكثر من 3 مليارات دولار سنويا، فكلما زادت تكلفة الخبز وتكلفة إنتاجه، ترتفع بالتالي كلفة الدعم من الميزانية".. وأضاف أن الدولة لم تتخذ أى "إجراءات وشيكة"، إلا أن النية للتحرك موجودة على أساس تدريجي، وذلك فقط لضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط.
وتأتي تصريحات وزير المالية بعد أيام من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن الصراع في أوكرانيا يهدد بإغراق عشرات الملايين في خطر المجاعة، فيما أطلقت دول مجموعة السبع الأسبوع الماضي تحالفا عالميا للأمن الغذائي مع البنك الدولي لتنسيق استجابة قصيرة المدى، وتهدف المجموعة إلى زيادة إمدادات الغذاء والأسمدة والوقود وتقديم الدعم المالي لمساعدة الدول النامية على تجنب المجاعة.
وحول استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) نوفمبر القادم، قال وزير المالية "إن مصر ستعلن عن عدة أهداف وطنية جديدة لدعم المناخ، لاسيما خطة تمويل لعدد من المشروعات الخضراء جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".