قالت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية إن تعرض 90 في المئة من المطارات والقواعد الجوية الأوكرانية للتدمير جراء الضربات الروسية خلال الشهرين الماضيين، يعرقل مساعي إعادة إحياء سلاح الجو الأوكراني الذي تضرر بشدة من الغارات والضربات الصاروخية الروسية منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أمس أنها تمكنت خلال عملية التدخل العسكري من تدمير 90 في المئة من المطارات العسكرية الأوكرانية التي ضمت معظم سلاح الجو في البلاد.
وكانت أعلنت سابقا أنها تمكنت خلال الساعات الأولى من الضربات الجوية من تحييد الدفاعات الجوية الأوكرانية، وبثت في اليوم العاشر للغزو لقطات متلفزة تظهر صاروخ كروز روسيا يدمر قاعدة جوية وعددا من مقاتلات "ميج-29" الأوكرانية.
كما أشارت إلى أنه في الوقت الذي رسخت القوات البرية الروسية من وجودها القوي في الأقاليم الشرقية لأوكرانيا التي تقطنها أغلبية عرقية روسية تدعم بشدة القوات الروسية، ركز الجيش الروسي على توجيه ضربات جوية للمناطق الغربية الأوكرانية التي تنتشر فيها المشاعر الموالية للغرب.
وقالت إن السيطرة الروسية الجوية بدت جلية في اللقطات التي أظهرت في 25 فبراير الماضي تدمير مقاتلة الجو الأوكرانية من طراز "سو-27" في سماء كييف بواسطة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" المتمركزة في بيلاروسيا، إلى جانب محصلة المعركة الجوية التي شهدتها أجواء مدينة زيتومير في 5 مارس الماضى وأسقطت فيها أربع مقاتلات اوكرانية من طراز "سو-27"، والتي يرجح أنها تمت بواسطة مقاتلات روسية من طراز "سو-35"، بيد أن طراز الطائرات الروسية غير مؤكد حتى الآن.
وأضافت الصحيفة" يأتي الحديث عن تدمير القواعد الجوية الأوكرانية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وبولندا إلى تزويد أوكرانيا بمقاتلات حربية كانت تابعة لسلاح الجو البولندي من طراز "ميج-29"، لتعويض الخسائر الجوية الأوكرانية، غير أن نقص القواعد والمطارات العسكرية من المرجح أن يعرقل مثل تلك الجهود، رغم أن مقاتلات "ميج-20" ومعها الطائرات الحربية الأميركية "إف-35 بي"، تعدان أفضل مقاتلات حربية في العالم قادرة على العمل والإقلاع من مدارج قصيرة".
وتؤكد المجلة الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية أن مقاتلات حقبة الثمانينات بنظم تسليحها المتقادمة وملاحتها القديمة، علاوة على نقص تدريب الطيارين الأوكرانيين، جميعها تمثل عوامل تقلل من احتمالات نشر تلك المقاتلات وتثير شكوكا حول قدرة تأثيرها على محصلة الصراع.
وأضافت أنه في ضوء هيمنة منظومات الدفاع الجوي الروسية على الأجواء، فإن تدمير المطارات والقواعد الجوية الأوكرانية ربما ستمنع أوكرانيا من شن المزيد من الهجمات، ورغم أن منع المقاتلات الجوية الأوكرانية من التحليق يعد من المكاسب المهمة، لاسيما بالنسبة للعنصر اللوجيستي، فإن المقاتلات الروسية ما زالت تواجه تهديدات من صواريخ أرض جو المحمولة على الكتف التي تم نشرها بين قوات المشاة الأوكرانية، مثل الصواريخ السوفييتية "9 كيه 38 إيجلا" والأمريكية "ستينجر"، التي أسقطت طائرتين مروحيتين هجوميتين روسيتين وطائرة مقاتلة هجومية، على الأقل، ويشكل هذا السلاح تهديدا كبيرا للقوات الجوية الروسية.