ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك انقسامًا بين الولايات المتحدة و أوروبا و أوكرانيا في تقييماتهم لأهداف الصراع في أوكرانيا، والتنازلات التي يتوجب على كييف تقديمها من أجل إنهائه.
وبحسب منشور الصحيفة: "بعد ثلاثة أشهر من الوحدة المتميزة ردا على (الغزو) الروسي.. هناك انقسام متزايد حول ما يجب القيام به بعد ذلك، إذ بدأت الانقسامات تظهر حول نهاية اللعبة".
وتقول الصحيفة، في الأيام الأخيرة، دعا الرؤساء والوزراء وكذلك قادة الحزب الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة إلى النصر في أوكرانيا، لكن فقط تحت السطح توجد انقسامات حقيقية حول ما سيبدو عليه ذلك وما إذا كان "النصر" له نفس التعريف في الولايات المتحدة، وفي أوروبا، وربما الأهم من ذلك، تعريف النصر وكيف سيكون شكله في أوكرانيا.
وتلفت الصحيفة إلى حقيقة أنه "في الوقت الذي تصف فيه الولايات المتحدة روسيا بأنها دولة منبوذة يجب استبعادها من الاقتصاد العالمي، فإن آخرين، وخاصة في أوروبا، يحذرون من مخاطر مثل هذا النهج".
كما تشير الصحيفة إلى التغيير في موقف البعض في الولايات المتحدة نفسها، الذي ظهر جليا في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث اعتبر هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن أوكرانيا قد تضطر على الأرجح إلى تقديم تنازلات إقليمية كجزء من تسوية تفاوضية. الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات.
وتابعت الصحيفة: " أن اختلاف الأهداف، بطبيعة الحال، يزيد من صعوبة تحديد الشكل الذي سيبدو عليه النصر أو حتى السلام المشوش. وقد تنبأوا بالنقاش القادم حول الموقف الذي سيتخذه زيلينسكي (الرئيس الأوكراني) وحلفاؤه الغربيون إذا بدأت المفاوضات لإنهاء الصراع أخيرا. وفي حال وافق زيلينسكي على بعض التنازلات، فهل سترفع الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير من عقوباتهم الساحقة، بما في ذلك ضوابط التصدير التي أجبرت روسيا على إغلاق بعض مصانعها لبناء الدبابات؟ أم أن فعل ذلك سيقضي على آمالهم في شل قدرات روسيا المستقبلية؟".
وفي النهاية، يقول المسئولون الأمريكيون، إن الخيارات الصعبة يجب أن يتخذها السيد زيلينسكي وحكومته. "لكنهم يدركون تماما أنه إذا وصل بوتين بجسره البري إلى شبه جزيرة القرم، أو تم رفع العقوبات جزئيا، فسوف يتهم النقاد الجمهوريون، وربما بعض الديمقراطيين، بايدن بمكافأة بوتين بشكل أساسي على جهوده لإعادة رسم الحدود. خريطة أوروبا بالقوة".
وبحسب الصحيفة فإن "الوحدة المذهلة بين الناتو والاتحاد الأوروبي" تعرضت مؤخرا "لضغوط"، مستشهدة بإحجام العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك هنغاريا، عن فرض حظر على إمدادات النفط الروسية.
ولفتت الصحيفة أخيرًا إلى أن "الأوروبيين لا يحاولون حتى الآن، على الأقل وقف استيراد الغاز الروسي. في الوقت نفسه، فإن فرنسا وألمانيا وإيطاليا قلقة من إمكانية إطالة أمد الصراع وتخشى إلحاق ضرر محتمل باقتصاداتها، معتبرة روسيا جارًا حتميًا لا يمكن عزله إلى الأبد".