ذكرت قناة «سكاي نيوز» في نبأ عاجل، منذ قليل، أن منظمة الصحة العالمية تعقد اجتماعا طارئا، لبحث انتشار فيروس جدري القرود والذي ينتشر في عدد من الدول خلال الفترة الماضية، خصوصا في أوروبا الغربية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أبدت قلقها من قبل حيال انتشار المرض، الذي قالت عنه إنه ينتشر على نطاق واسع بين المثليين والمخنثين، وهو نفس ما تحدثت عنه السلطات البريطانية.
وكان الدكتور أحمد الطسة، مشرف قسم دراسات الأوبئة في جامعة بيروت، قد كشف عن آخر تطورات الوضع في عدد من بلدان العالم بسبب فيروس جدري القرود.
وأشار إلى أن صغار السن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري القرود، وذلك بسبب عدم أخذهم اللقاحات الخاصة بالجدري التاريخي مثل كبار السن، في ظل توقع منظمة الصحة العالمية بظهور المزيد من حالات جدري القرود حول العالم، وذلك بعد الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة حتى الآن.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج «الآن»، الذي يعرض على شاشة «extra news»، أن البعض يتحدث عن مدى علاقة جدري القرود بفيروس كورونا المستجد «كوفيد19»، وهذا غير صحيح على الإطلاق، إذ إن جدري القرود يختلف كليًا عن أعراض وتداعيات فيروس كورونا بسبب انتمائه لفصيلة مختلفة تمامًا، فضلًا عن أنه في ذات الوقت مختلف كليًا عن مرض الجدري القديم الذي تم تشخيصه في الأزمنة الماضية.
وعن أعراض فيروس جدري القرود، أوضح مشرف قسم دراسات الأوبئة في جامعة بيروت، أن الأعراض تتمثل في الحمى الشديدة والآلام في العضلات والظهر والمفاصل والتعب الشديد والوهن والصداع المستمر، وتضخم في الغدد الليمفاوية، بينما أبرز ما يميزه ظهور طفح جلدي على الوجه يشبه الجدري التاريخي الذي ظهر في الأزمنة الماضية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن خطورة جدري القرود الوبائية أقل بكثير من الجدري التاريخي.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت أنَّ عدد حالات الإصابة المؤكّدة بمرض «جدري القرود» 80 حالة في 12 دولة على الأقل، موضحة أنَّه يجرى حالياً التحقق من 50 حالة أخرى يشتبه بإصابتها، دون أن تذكر بالاسم الدول التي ظهرت فيها، محذرة من وجود ترجيحات بشأن تسجيل المزيد من الحالات وفقًا لشبكة «بي بي سي».
وتأكّد ظهور إصابات بـجدري القرود في 9 دول أوروبية وأشارت هيئات الصحة العامة في أوروبا ظهور حالات إصابة بالمرض في كل من (المملكة المتحدة، وإسبانيا، والبرتغال، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، وهولندا، وإيطاليا، والسويد)، وبالإضافة إلى الدول الأوروبية ظهر المرض في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وذلك رغم أنَّ أكثر انتشارا في مناطق نائية بوسط وغرب أفريقيا.
وحذر المدير الإقليمي ل منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوج، من أنه مع دخول فصل الصيف وما يحدث به من تجمعات جماهيرية ومهرجانات وحفلات، «إني أشعر بالقلق من احتمال تسارع انتقال العدوى».
وأضاف أنَّ جميع حالات الإصابة الأخيرة باستثناء واحدة، لا صلة لها بالسفر إلى مناطق يعتبر فيها «جدري القرود» مرضاً متوطناً.
وقالت منظمة الصحة العالمية ، إنَّ حالات الانتشار الأخيرة للمرض «تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها»، وحذّرت من وصم جماعات بعينها بسبب المرض، قائلة إن ذلك قد يشكّل عائقاً أمام إنهاء انتشاره، إذ أنه قد يمنع الناس من السعي للحصول على الرعاية الطبية ويقود إلى انتشار غير مكتشف لحالات الإصابة به.
وفي المملكة المتحدة وإسبانيا، قالت السلطات إنَّها اشترت كميات من لقاح الجدري العادي وبدأت بإعطائه للأشخاص العرضة بمستويات عالية للإصابة بـ«جدري القرود»، والتعامل مع حالات انتشار المرض.