عودة إلى بغداد بعد غياب سنوات الكورونا، وهى من المدن التى أحبها وأحب أهل العراق لعدة أسباب، وأهمها حبهم لمصر والمصريين ومتابعتهم وعشقهم لكل مكان فى مصر، بل والمتابعة الحثيثة لما يتم من تطور وحراك وتنمية فى مصر، بل وأيضًا فخرهم بالرئيس السيسي، هذا ليس كلام مجاملات، بل حقيقة مهمة واضحة يشعر بها كل من يتعامل مع أهلنا بالعراق.
نزلت مطار بغداد، ولاحظت ما يتم من تغيرات منذ النزول من حيث سهولة ومرونة التعامل.. وكنت حاضرا بدعوة كريمة من الدكتور عبد الوهاب الراضى، رئيس اتحاد الناشرين العراقيين والأستاذ العارف وكيل الاتحاد.
خرجنا من المطار وفى الطريق إلى الفندق، كانت المفاجأة اختفاء النقاط الأمنية أو السيطرة التى كانت تقريبًا كل 3 أو 5 كيلومترات، وفيها يتم التفتيش لكل السيارات فى أى طريق من المطار أو من داخل المدينة.
ومن المطار لأول نقطة ميدان عباس بن فرناس، وهى نقطة أساسية يتم نزول الركاب ومراجعة الحقائب والمسافرين أو القدوم بشكل كامل، ولكن السيارات المميزة التى تم تخصيصها لنا لا تتعرض أو تتوقف فى هذه النقاط، كذلك فى المدن والشوارع الأساسية شاهدت سيولة واستقرارا أمنيا غير عادى.
معرض بغداد الدولى
وزرت المعرض فى نفس اليوم، وكم كان التنظيم الجيد والرعاية للناشرين الوافدين إلى العراق ومنهم أكثر من ستين ناشرا يمثلون نسبة كبيرة من الدول العربية المشاركة.. جمهور المعرض من الجمهور الواعى المثقف - الذى قل أن تجده فى معارض كثيرة - محب للثقافة، وعاشق ومتابع، ويحرص على الحضور لهذه الفعاليات.
هناك ندوات فكرية ومناقشات وشخصيات أدبية وسياسية شاركت فى المعرض وأيضًا رعاة كثيرون نجحت إدارة المعرض فى تواجدهم لدعم المعرض.
الحقيقة لقد قام اتحاد الناشرين العراقيين بجهد كبير وحرص على تيسير العمل للناشرين فى معرض به أربع قاعات ب أرض المعارض ببغداد.
لا يمكن تقدير هذا الجهد من جانب د. عبد الوهاب أو الاستاذ العارف وكل أعضاء الاتحاد إلا بالأخذ فى الاعتبار التحديات والصعوبات التى يتعرضون لها إضافة إلى العاصفة الترابية.. كذلك توفير الرعاية والتغطية الإعلامية من قنوات تليفزيونية عديدة.
ولنا فى العراق الكثير من الحكاوى والحواديت التى عشتها ورأيتها خلال هذه الرحلة ولنا عودة مع العراق، وأهلها وطباعها من حق القارئ أن يعرفها.
أبوظبى
ومن العراق إلى أبوظبى لحضور افتتاح معرض الكتاب، الذى أحرص على زيارته والمشاركة فيه منذ دورته الأولى عام 86 من أخبار اليوم، ثم من خلال دار المعارف بعد ذلك.
تطور معرض أبوظبى خلال هذه السنوات، بشكل غير عادى فهذا المعرض له خصوصية شديدة ورعاية خاصة منذ بدايته من المغفور له الراحل الشيخ زايد آل نهيان، فهو المؤسس، ثم من بعده الشيخ خليفة رحمة الله عليه.
وها هى المسيرة مستمرة مع سمو الشيخ محمد بن زايد.. مسيرة دولة تحظى باحترام الجميع فى تجربة رائدة تستحق الإشادة ومتابعة ما يتم من تطور، يصعب أحيانًا متابعة ما يتم من إنجازات لكثرتها وأهميتها.
طه حسين
شخصية معرض أبوظبى هذا العام الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، ورئيس لجنة النشر السابق بدار المعارف، التى تملك حقوق نشر مؤلفاته، وقد تم الاتفاق مع مركز اللغة العربية برئاسة الدكتور على بن تميم على قيام دار المعارف بإعداد وطباعة طبعة خاصة للإمارات بهذه المناسبة، وتم ذلك بالفعل طبعة فاخرة وصلت قبل المعرض وعرضت فى المعرض مع عمل تغطية إعلامية مميزة لجناح دار المعارف، وعقد ندوة حضرها مجموعة من المثقفين من مصر ودولة الإمارات لإلقاء الضوء على حياة عميد الأدب العربى وتاريخه ومؤلفاته وتأثيره فى العالم العربى.
معرض أبوظبى يقام فى أرض المعارض بالمدينة، ويعتبر من أكبر المعارض فى المنطقة العربية.. جهزت الأرض على أحدث ما يكون من تصميم رائع وسيولة فى الحركة للعارضين.. يحاول كل عام القائمين على المعرض الاستفادة من التجارب العالمية فى تطوير وتحديث المعرض دائمًا من ميكنة العمل وعمليات الدخول والخروج وتسجيل المبيعات والزوار لمعرفة اتجاهات وميول القراء.
إضافة إلى التطور الذى نلمسه فى عمليات النشر من جهات كثيرة فى دولة الإمارات، سواء كانت حكومية، مثل دوائر الثقافة فى الإمارات المختلفة ومشاركة كل إمارة بمشروعها الثقافى، الشارقة وحضور سمو الشيخة بدور رئيس اتحاد الناشرين الدولى ورئيس جمعية الناشرين الإماراتية وغيرها من المشروعات ومن أبوظبى دار كلمات وكلمة ومركز اللغة العربية وغيرها من الإمارات المختلفة، وكان الجديد مشروع النشر فى دار الفجيرة للنشر والرؤية والمشروع الثقافى الذى حدثنى عنه د. سعيد على الحمر اليمامى، المدير التنفيذى لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وتعرفت خلالها على العديد من الإصدارات المتنوعة فى مناحى المعرفة فى تجربة نشر جميلة أتمنى لها التوفيق.
كان هناك حضور كبير من العديد من دور النشر فى جميع أنحاء الوطن العربى من المحيط إلى الخليج.. تظاهرة ثقافية جميلة ومثابرة من الناشرين على الاستمرار والإبداع وتقديم الجديد رغم كل الظروف، التى تعانى منها صناعة النشر من جراء الموجات المتتالية، التى تصعب كل يوم من مهمة الناشر فى كل أنحاء العالم، ورغم ذلك يستمر هؤلاء الرجال القائمون على المهنة واتحاداتهم فى تحد كبير لهذه الظروف والاستمرار فى الرسالة لا أعلم إلى متى سيستمر الصمود، آمل أن يظهر فى الآفق نور وبريق لحل هذه المعضلة.
إيناس عبد الدايم
كان حضور فاعل لمعالى وزيرة الثقافة المصرية التى نعتز بها كعاملين فى هذه المهنة وقامت بجولة فى المعرض لتفقد الأجنحة، ومشاركة دور النشر المصرية فى حضور د. هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ود. هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب.
وجود مصرى مشرف يليق باسم مصر الرائدة والمصدرة للثقافة فى المنطقة العربية.. كل عام ومصر بخير وصناعة النشر إلى تحسن وهذا ما نأمله.