صناعة الجمال تنافس تجارة السلاح

صناعة الجمال تنافس تجارة السلاححسين خيرى

الرأى28-5-2022 | 11:34

تتضاعف أرباح استثمارات صناعة الجمال بشكل جنوني، وتحاول اللحاق بأرباح تجارتي السلاح والمخدرات بعيدًا عن التجريم القانوني، ولمزيد من تسويق منتجات وعمليات صناعة الجمال، نشر صُناعها مصطلح الجمال النظيف، أو قل الجمال الصحي، وذلك على غرار الطعام الصحي، وأغرقوا أسواق الجمال العالمية بمساحيق تجميل مدون عليها الجمال النظيف.

وفى الصين، يوجد أكبر سوق لجراحات التجميل، وتجاوزت إيراداتها 31 مليار دولار في عام 2021، وفتيات الصين من خريجي مدارس ثانوي يمثلن أغلب روادها، ويخضعن لعمليات تجميل قبل التحاقهن بالتعليم الجامعي، وتشهد عمليات تغيير ملامح العيون الآسيوية الضيقة إقبالاً ضخمًا، ويعتبرن إجراء تلك العمليات أمرًا بالغ الأهمية، حتى يظهرن أكثر جذبًا أمام شباب ورجال الصين الراغبين فى الزواج.

ويحذر خبراء الاجتماع ببكين من توسعها بين طبقات المجتمع، ويرون أنها انعكاس عن حالة نفسية مرضية يمر بها جيل من فتيات بلادهم، ودافعهم فى ذلك التغلب على تصور ذهني محدد لدى الرجل الصيني عن جمال المرأة، وهو تصور مستوحى من صورة نمطية تبثها وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات.

وحاليًا يغض الرجل الصيني الطرف تمامًا عن مستوى ثقافة وذكاء الفتاة، ونفس تصور الجمال السابق يسيطر على مخيلة أصحاب العمل بالصين، ويهتمون بتوافر درجات من الجمال والنحافة فى مواصفات الفتاة المطلوبة للعمل، ويتوقع خبراء الاجتماع أن الانغماس فى هذا النهج يولد مشاكل نفسية واجتماعية على المدى البعيد، ويطالبون بتقديم بدائل عن مفهوم الجمال داخل المؤسسات الاجتماعية وعبر الإعلام.

وفى الولايات المتحدة، بلغت استثمارات صناعة الجمال 700 مليار دولار فى العام الماضي، وأغرقت أسواق الجمال العالمية بمنتجات تجميل تساعد المرأة فى منزلها على تغيير ملامح وجهها، ومع شدة تزاحم الوجوه التي تكسوها مساحيق الجمال، والتي عبثت بها عمليات النفخ والشد، صار يلفت نظر بعض الشباب وجه فتاة يضاهيه نضوج أجمل فاكهة على أرضها.

والإحساس بالجمال قد يكون ناتجًا عن تدفق الحيوية وتجدد الطاقة داخل النفس، أو حين تشعر المرأة أنها تسبح فى الفضاء، وهي تتذوق معاني الفضيلة وتتفاعل معها، وبسبب ضغوط فقرات شبكات التواصل الاجتماعي وتداول الحديث فى المنتديات الاجتماعية حول أحدث منتجات أسواق الجمال، ظهر جيل من الفتيات سطحي التفكير، لا يحمل وعيًا ولا رؤية، ولذا ينهرن بسرعة لدى أبسط مشكلة تواجههن، ويعد هذا أحد أسباب انتشار نسب الطلاق بين المتزوجين حديثا.

أضف تعليق