أصدر المجلس الأعلى للثقافة، كتاب "مصر فى أدب الرحلة أواخر العصر العثماني"، للدكتور عوض الغبارين أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة.
هذا الكتاب في أدب الرحلة تطبيقا على رحلة حج للعالم الأديب الصوفي عبد الغني النابلسي، في أواخر العصر العثماني، القرن السابع عشر الميلادي من خلال كتاب سجل فيه تلك الرحلة، هو "الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز".
وهدف الكتاب، التعرف على صورة مصر زمن الرحلة أدبيًا وحضاريًا، في الإطار العربي الإسلامي.تناولت الرحلة أثر التصوف في مصر، وأدب التصوف، وطبيعة مصر، ومعالمها الإسلامية.
وقدَّم النابلسي ترجمة لأعلام التصوف، وصور الحركة العلمية في مصر، وزار المساجد، ووصف الحياة والمجتمع.وعلى ضوء النقد الحديث تناول البحث مفهوم أدب الرحلة، والعلاقة بين الرحلة والقصة والسيرة الذاتية، وارتباط الرحلة بالعلوم المختلفة.
وحفلت هذه الرحلة بنصوص في الأدب الصوفي والمدح والرسائل الإخوانية والتراث الشعبي. ورحلة النابلسي مسجلة في ثلاثة أجزاء كبيرة مصوِّرة لوقائع الرحلة من الشام إلى الحجاز عبر مصر.
ويتناول الكتاب الرحلة والرحالة في إطار الهدف الديني ، وتصوير حركة الأدب والثقافة والحضارة في مصر استشرافا للنهوض في العصر الحديث.
وقد حفلت الرحلة بحوارات "النابلسي" مع العلماء والأدباء والصوفية .
ورحلة النابلسي لون من الألوان القائمة على التدوين بطريقة المذكرات اليومية، وقد استمرت الرحلة ثلاثمائة وثمانية وثمانين يومًا.
تأصلت الرغبة في نفس الرحالة فتغلب على صعوباتها وذكر الرحلة المفارقة بين صورة بلاده وصورة البلاد التى ارتحل إليها، مما يعكس جوهر أدب الرحلة قائما على المقارنة.
وقد كشفت الرحلة عن ذات الرحالة، وعلاقته بالمكان الذي رحل إليه ، وثقافة هذا المكان وحضارته مما هو أصيل في مفهوم الرحلة التى تحتل موقعًأ عظيمًا في النفس الإنسانية منذ قديم الزمان.
وللرحلة اتصالها بآداب وعلوم وفنون وحضارات مختلفة.
تجاوب "النابلسي" مع روح الفن الأدبي في العصر العثماني، فصاغ رحلته بأسلوب السجع، مما يحقق أدبية هذه الرحلة.
وقد تحققت في رحلته خصوصية أدب الرحلة، وما تمثله من قيمة كبيرة في الآداب والثقافات العظيمة للحضارات الإنسانية.