من السهل جدا، وبكل بساطة، يمكنك أن تتحدث أو تكتب أو تسترسل فى وصف مشاعر إمرأة مطلقة حصلت على الطلاق برغبتها أو سعت إليه لتتحرر من زوج لم ترتح إليه أو تتفق معه، أو كثير من أسباب وظروف متعددة ومتشابكة.
يمكنك أن تقول أنها تشعر بالقلق فى مجتمع مازال يشفق على المطلقة ويتعاطف معها، وأحيانا يخشاها ويشعر أنها نوع من العبء، ربما تفكر تلك المرأة فى حياتها وكم الفرص القادمة مع زوج مختلف يعوضها ما فاتها، وكثير ما يراودها مشاعر الكيد التى تحس بها بعضهن فيجعلنا نسمع عن تقليعات جديدة وأحتفالات بمناسبة الطلاق وأنها تخلصت من كابوس كان يجثم على قلبها وأنها حتما تستحق الأفضل.
كل هذا سهل أن نتحدث عنه ونسهب فى شرحه ونتخذه مادة للمناقشة أو النميمة والثرثرة، ولكن، ماذا عن رجل خلعته امرأة، لماذا نتجنب الحديث عن هؤلاء أو حتى نتعرف عن كثب عن مشاعرهم ؟!
فى مجتمعاتنا الشرقية نعتقد دائما أن الرجل صاحب القرار، وهو من يملك حق التهديد والتلويح بالانفصال، ولكن فى عصرنا الحالى نسمع كثيرا عن حالات الخلع، و كثير من الزوجات الشابات يلجأن إليه ويقبل الزوج الشاب ذلك فى محاولة منه أن يكسب منقولات الزواج والشبكة والمؤخر كتعويض عن خسارة مادية كبيرة، ولكن حدوث الخلع فى زيجات السن الكبير تكون أكثر دهشة وغرابة والصفة الغالبة على الزوج المخلوع هى البخل والخيانة الزوجية ، وهما صفتان لا تحتملهما المرأة ولا تستطيع أن تتكيف مع صفات مثل تلك.
وفى مجتمعنا نشعر أن الرجل المخلوع صفة مهينة وربما سبة فى جبينه أن وصل الحال بزوجته أن تتخلى عن كل شىء حتى محاولات الوصول لاتفاق طلاق ولم تجد سوى أن تخلع نفسها منه حتى تتحرر.
أحاول أن أكتب عن مشاعر ذلك الرجل ولكن أغلبهم يخفى الموضوع ولا يعلنه، وربما تصبح لديه عقدة الانتقام من كل النساء فهو رجل مطارد بعلامات الأستفهام، والطرف الآخر أى الزوجة تتضرر أيضا بوصفها إمرأة قادرة وقوية خلعت زوجها وأبو أولادها وكأنه لزاما عليها أن تعيش فى كنفه حتى يطلق يديها هو وقت ما يشاء أو يقرر.
فى الوقت الحالى هناك تهديد نسوى للرجال بأنه لو لم يستقم سيتم خلعه !!
فى الغالب الرجل المخلوع يتم نبذه ورفضه، ولا يستطيع الزواج مرة أخرى إلا نادرا لأنه مهما قدم من مبررات فسيظل موضع ريبة وقلق من أى بيت يستقبله.
وفى المجتمعات الغربية يجلس الرجل والمرأة معا للوصول إلى مايسمى تسوية طلاق، والاتفاق على كل البنود، والوضع المالى، وكل التفاصيل التى تخص الأطفال، ويكون الطلاق نهاية المشاكل، أما فى مجتمعاتنا الشرقية فالطلاق يعنى نهاية مرحلة من المشاكل لتبدأ مرحلة أكثر قوة من حروب لها آثارها على أطراف كثيرة كانت تسمى الأسرة من قبل.