سورة النمل .. سر تسميتها وحكم قراءتها لطرد الحشرات

سورة النمل .. سر تسميتها وحكم قراءتها لطرد الحشراتسورة النمل

الدين والحياة31-5-2022 | 12:33

سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون بحسب ترتيب المصحف الشريف، وهي السورة الثامنة والأربعون بحسب نزول سور القرآن الكريم، ترتيبها ب القرآن الكريم بعد سورة الشعراء وقبل سورة القصص، وحسب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنها سورة مكية، عدد آياتها ثلاث وتسعون اَية، سميت سورة النمل لأن الله تعالى ذكر فيها قصة النملة التي تحدثت وسمعها النبي سليمان -عليه السلام- ومن أسمائها سورة الهدهد الذي لم يُذكر في سورة غيرها، وسُميت أيضًا بسورة سليمان لأن ما ذُكر عن سليمان -عليه السلام- لم يُذكر في سورة أخرى.

ورد في تسميتها أنه في أحد الأيّام بينما كان سيّدنا سليمان عليه السّلام يسير في موكبه إذ به يستمع إلى حوارٍ عجيب بين نملةٍ وقبيلتها، فالنّملة تخاطب قومها طالبة منهم ومحذّرة بقولها: ( يا أّيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)، وعندما سمع سليمان عليه السّلام قولها هذا تبسّم ضاحكاً، وحتّى يتخلّص من روح الإعجاب والاعتزاز في نفسه لجأ إلى الله تعالى ليدعوه قائلاً (وقال ربّ أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين ).
وهذا غاية في الأدب النّبوي حينما لا يغفل نبي الله عليه السّلام فضل الله تعالى عليه في كلّ نعمةٍ يلمس أثرها في حياته، فقد أعطاه الله ما لم يعط غيره من الأنبياء وهذا يوجب عليه أن يقابل تلك النّعمة بالإحسان والشّكر لله تعالى على ذلك، كما أنّ تلمّس آثار النّعمة في الدّنيا ذكّرت نبي الله عليه السّلام بأنّ الرّحمة الإلهيّة هي أفضل وهي غاية النّاس جميعاً، قال تعالى (ورحمة ربّك خيرٌ ممّا يجمعون ).
تتعدد مقاصد سورة النمل حيث تأتي كالتالي:
1- فمن مقاصد سورة النمل الإيمان بالله وعبادته لا شريك له، والإيمان بالأخرة والوحي، وأن أمور الغيب لله، والإيمان بأن الله -عز وجل- الرازق الواهب، وشكر الله دائمًا على النعم كما جاء بالآية الكريمة: {هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}[٣].
2- وصف القرآن الكريم بالكفاية لهداية الناس أجمعين، وسلطت السورة الضوء على العلم، حيث كان سياق السورة في ظل علم الله المُطلق بالظاهر والباطن، بالإضافة لعلمه بالغيب والآيات الكونية التي يكتشفها الناس، وبينت السورة أعظم مُلك أوتيه نبي من أنبياء الله وهو مُلك داود وسليمان- عليهم السلام- وأشارت السورة الكريمة إلى مُلك سبأ وفي ذلك إيماء الى نبوة محمد -علية الصلاة والسلام- رسالة تقارنها سياسة الأمة، ثم يعقبها مُلك وهو خلافة النبي الكريم، وأثبتت السورة البعث وما يتقدمه من أهوال القيامة وأشراطها.
3- من مقاصد سورة النمل بيان فضل الله سبحانه على عباده بإجابة دعوة المضطر إذا دعاه، وجعل الإنسان خليفة في الأرض.
4- بيان أن الله تبارك وتعالى يعلم من في السماء والأرض والغيب وأن أكثر العباد غافلون عن الحقائق الإيمانية التي جاء بها الأنبياء والرسل.
5- التذكير بعلامات يوم القيامة وهي خروج دابة من الأرض التي تُظهر حقيقة المؤمن والكافر، كما جاء بالآية الكريمة: {إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}[٤].
6- التأكيد على أمر عز وجل لعباده بأن يسيروا في الأرض ليعلموا مكانهم فيها والعبر من أهلها إذا أكثروا فيها الفساد، وبين الله إشارة واضحة عن حال الناس يوم الحشر، وعن أحوالهم يوم الحساب والثواب والعقاب.
7- اختتمت السورة بالأمر بعبادة الله وحده وتسبيحه على النعم التي لا تعد ولا تحصى، وإنذار العباد بأن الله سيُريهم آياته، حيث يومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن اَمنت من قبل، وأن الله ليس بغافل عما يعمل الناس بالصغيرة والكبيرة.

أضف تعليق