كتبت حنان، الزوجة المتهمة بقتل أطفالها الثلاثة، ومحاولتها الانتحار: "أنا اللي قصرت معاهم، وبالذات أحمد، كان لازم يروح الجنة، لأن ذنبه في رقبتي، لا علمته الكلام ولا الحياة، قررت يروح الجنة هو واخواته"، دونت تلك الرسالة، معتقدة أن خطة انتحارها ستنجح، بخط يدها على كراسة ابنها الأكبر أحمد، 7 سنوات.
وحملت جثث أبناءها الثلاثة، أحمد، وشقيقه أنس، 5 سنوات، وشقيقتهما سمية شهرين، ووضعت الجثث بجوار بعضهم البعض على السرير في غرفة النوم داخل منزلها المكون من طابقين، في قرية ميت نمامة التابعة لمركز منية النصر التابعة لمحافظة الدقهلية، وارتدت ملابسها، وغادرت المنزل واستمرت في السير، وعلى بعد ما يقرب من نصف كيلو متر من منزلها، مكان الواقعة، شاهدت جرار زراعي قادم من الشارع فأسرعت ناحيته فى محاولة للانتحار.
محاولة الانتحار، كانت بداية الخيط الذى كشف عن المذبحة، حيث أسرع الأهالى فى نقل السيدة المصابة للمستشفى لتلقى الإسعافات، بينما توجه البعض إلى منزلها فشاهدوا جثث أطفالها الثلاثة مقتولين داخل غرفة النوم.
وأثبتت التحريات التى جرت بمعرفة الأجهزة الأمنية أن بداية الواقعة كانت بلاغ عن حادث دهس سيدة أسفل عجلات جرار زراعى وأن أطفالها مقتولين داخل المنزل.
وفور تلقى البلاغ انتقل فريق من المباحث إلى مسرح الجريمة، وجاءت التفاصيل من واقع التحريات تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، كما حضر فريق من المباحث والنيابة العامة وسيارات الإسعاف إلى مسرح الجريمة، وكان هناك تجمع كبير من أهالى القرية، حيث أحاط الغموض الحادث، ولماذا حاولت أم الأطفال الانتحار بعد أن ألقت بنفسها أسفل عجلات الجرار حسبما جاء على لسان سائق الجرار.
عاينت جهات التحقيق موقع الحادث، وقامت بمناظرة الجثامين التى كشفت أن سكينا ملطخا بالدماء ملقى على تربيزة فى صالة المنزل، ووجود آثار دماء فى الصالة وغرفة النوم، كما أن الأطفال الضحايا مصابين بجروح ذبحية فى الرقبة نتيجة الاعتداء عليهم بسكين.
وقررت النيابة عرض الجثامين على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وكانت الأم المتهمة فى حالة خطيرة ولا يمكن استجوابها، بينما كان المحقق فى مسرح الجريمة يستكمل المعاينة والمناظرة، كان هناك فريق من المباحث يناقش عددا من الجيران، ويفحص الكاميرات، التى أكدت عدم دخول أحد إلى المنزل فى وقت معاصر للجريمة، وأن الأم غادرت المنزل وكان يبدو عليها علامات الارتباك وملابسها غير منظمة، وألقت بنفسها أسفل عجلات الجرار.
وفور تلقى المحقق الاتصال بعدم إمكانية مناقشة الأم، وأيضا تأكيد الكاميرات عدم دخول أى شخص غريب قبل أو فى وقت معاصر للجريمة، وأيضا مغادرة الأم للمنزل عقب الجريمة مباشرة، يشير إلى اتهامها بارتكاب الواقعة، ولكن لماذا تخلصت الأم من أولادها الثلاثة؟، كان السؤال الذى يشغل بال المحقق وفريق البحث الجنائى أثناء فحص مسرح الجريمة.
وبفحص مسرح الجريمة عثر على كراسة، لـ الابن الأكبر، أحمد، 7 سنوات، على بعد أمتار من مكان العثور على الجثث، ومكتوب بداخلها رسالة تحمل اعترافا نصيا للأم بأنها هى من قتلت أطفالها الثلاثة وقررت الانتحار، وجاء جزء منها يقول "أنا اللى قصرت معاهم، وبالذات أحمد، كان لازم يروح الجنة، لأن ذنبه فى رقبتى، لا علمته الكلام ولا الحياة، قررت يروح الجنة هو واخواته".
وأمرت النيابة حينها بالتحفظ على الآم داخل المستشفى ووضعها تحت الحراسة الأمنية المشددة لحين مناقشتها عقب تحسن حالتها الصحية حول ملابسات الواقعة.
واستكمل المحقق الفحص وحرز رسالة الأم كدليل إدانة لها، وناقش فريق البحث أسرة الزوجين، وتبين من خلال جمع المعلومات والتحريات الأولية أن الزوجة تمر بحالة نفسية سيئة بسبب مرض ابنها الأكبر أحمد وأنها تحمل نفسها المسؤولية عن مرضه، بعدما لم تتمكن من علاجه فقررت التخلص منه هو وإخوته الاثنين والانتحار، ولكنها لم تمت أسفل عجلات الجرار وتم نقلها إلى المستشفى.
وتبين أن الزوج متزوج من الأم منذ قرابة 9 سنوات وأنه سافر للعمل فى إحدى الدول العربية منذ قرابة 4 أشهر، وتم إبلاغه بتفاصيل الجريمة، وحضر وتم استجوابه، وقال فى محضر الشرطة إن زوجته صالحة و"ربنا يشفيها ويرحم أولاده"، وردد تلك الكلمات أكثر من مرة أثناء تشييع جثامين أولاده الثلاثة، ودفنهم ظهر اليوم، ولا تزال الأم تحت الحراسة لحين مناقشتها حول ملابسات ودوافع الجريمة.