قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن مؤتمر ستوكهولم +50 سيكون فرصة حاسمة لتعزيز الاستجابة لحالة الطوارئ الكوكبية الثلاثية المتمثلة في اضطراب المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة وزراء السويد مجدالينا أندرسون، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر في الثاني والثالث من الشهر الجاري في العاصمة السويدية احتفالاً بذكرى مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1972 حول البيئة البشرية والاحتفال بمرور 50 عاماً على العمل العالمي البيئي.
وفي حديثه للصحفيين عشية المؤتمر، نقل الأمين العام عن رئيس الوزراء السويدي الراحل أولوف بالمه قوله"في مجال البيئة البشرية لا يوجد مستقبل فردي - لا للبشر ولا للدول. مستقبلنا مشترك. يجب علينا تقاسمه معا. يجب أن نشكله معا".
وأكد كوتيريش مجدداً موقف الأمم المتحدة الواضح بأن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل انتهاكاً لوحدة أراضيها وميثاق الأمم المتحدة، مما يتسبب في معاناة هائلة وتدمير وخراب للبلاد، يشعل أزمة عالمية ثلاثية الأبعاد - من الغذاء والطاقة والتمويل – "تسحق الأشخاص والبلدان والاقتصادات الأكثر ضعفا".
وقال الأمين العام: "هناك عاصفة متكاملة تهدد بتدمير اقتصادات العديد من البلدان النامية، وهم بحاجة إلى الدعم ".
وفي سياق معالجة أزمة الغذاء، شدد جوتيريش على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لضمان التدفق المستمر للغذاء والطاقة في الأسواق المفتوحة، من خلال رفع قيود التصدير، وتخصيص الفوائض والاحتياطيات للفئات السكانية الضعيفة، ومعالجة الزيادات في أسعار الغذاء لتهدئة تقلبات السوق.
ولكنه أضاف: "دعوني أكون صريحاً: لا يوجد حل فعال لأزمة الغذاء من دون إعادة دمج إنتاج الغذاء في أوكرانيا، وكذلك المواد الغذائية والأسمدة التي تنتجها روسيا في الأسواق العالمية - على الرغم من الحرب".
واعترف جوتيريش بأن حربا على مستوى تلك التي تدور في أوكرانيا تصرف الانتباه عن التحديات العالمية الأخرى، بما في ذلك أزمة المناخ، ولكنه أشار إلى أنها كشفت أيضا عن هشاشة العالم في اعتماده على الوقود الأحفوري. وقال: "حان الوقت لتعلم الدرس. إذا كنا لا نريد أن نكون في نفس الوضع الذي نحن فيه اليوم مرة أخرى، فنحن بحاجة إلى وضع رهان واضح: استثمار ضخم في الطاقة المتجددة وفهم واضح أن الاعتماد على الوقود الأحفوري هو أمر انتحاري".
وسلط الضوء على الحاجة إلى زيادة الاستثمارات لتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة مع متابعة التكيف والتخفيف، لا سيما في البلدان النامية.
وأضاف جوتيريش أن التمسك باتفاق باريس وإعادة صياغة أهداف التنمية المستدامة سيتطلب "تضامنا أكبر وتعاونا أعمق وطموحات أعلى وإلحاحا أكبر وقيادة أقوى - ليس غدا، ولكن ونحن نعتمد على السويد لهذا الغرض".
وحول زيارة المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إلى الصين، قال جوتيريش إن الزيارة لم تكن تحقيقا. ومن المستحيل من خلالها الحصول على صورة واضحة لكل ما يجري في البلاد، لكنها كانت فرصة لنقل "رسائل مهمة للغاية حول الحاجة المطلقة لاحترام حقوق الإنسان"،لا سيما فيما يتعلق بالأقليات وشينجيانج.