لا يزال الخلاف الروسى - الأمريكى يلقى بظلاله على مجمل التسويات السياسية فى سوريا ومؤخرًا قدم المبعوث الأممى الخاص ل سوريا جيير بيدرسون، إحاطة لمجلس الأمن حول مسار الدورة الثامنة للجنة الدستورية فى سوريا والتى انعقدت مؤخرًا لتقريب وجهات النظر بين أطراف اللجنة المشاركين فى أعمالها.
وتفيد معلومات من مصادر الأمم المتحدة، بأنه تم الاتفاق على إدخال تعديلات على الدستور السوري مثار خلافات بين أطراف العملية السياسية فى سوريا خلال جلسة الانعقاد السابعة، وتؤكد أنه برغم وجود اتفاق بين أعضاء مجلس الأمن على أهمية دعم جهود "اللجنة الدستورية" الخاصة بسوريا، إلا أن عددا من دول المجلس الأعضاء أبدت قدرًا من الإحباط نتيجة ما اعتبرته تباطؤا على مسار الإنجاز الذي حققته اللجنة على مدار دورات انعقادها السبعة الماضية، وفى مقدمتها فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - من الدول دائمة العضوية - و ألبانيا وإيرلندا - من الدول غير دائمة العضوية - فيما حذرت روسيا من فرض أي توقيتات تعسفية مصطنعة على عمل اللجنة لإنهاء عملها.
وشددت موسكو على ضرورة ترك مسار التفاوض بشأن التعديلات على الدستور السوري بأن تأخذ وقتها، وكان المبعوث الأممي ل سوريا جيير بيدرسون قد أجرى محادثات فى دمشق مع وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، تناولت الأوضاع الإنسانية فى سوريا وعمل لجنة التعديلات الدستورية وتفاصيل أكبر حول إعلان العفو العام الصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد خلال الفترة الماضية.
وفى سياق متصل شددت روسيا على عدم شرعية العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على سوريا وحملت الولايات المتحدة المسئولية عن افتعال مجاعة فى هذا البلد، وأشار نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميترى بوليانسكى - خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولى بشأن الوضع الإنساني فى سوريا- إلى أن "الأمم المتحدة لا تزال تحاول صرف النظر عن قضية التأثير المدمر للعقوبات أحادية الجانب المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اقتصاد سوريا.
وشدد الدبلوماسي على أن السوريين العاديين نتيجة لذلك يظلون رهينة محرومين من الوصول ليس إلى مواردهم النفطية فحسب بل إلى مزارعهم التي كانت فى السابق تغذي المنطقة بأكملها.
وقال: "تعمل واشنطن التي تحتل هذه الأراضي السورية، منذ وقت طويل على افتعال مجاعة بتعمد فى البلاد التي تمتعت فى الماضي باكتفاء ذاتي من الناحية الغذائية"، وهنا يمكن القول بأن الخلاف الروسى – الأمريكى حول سوريا لا يزال قائما ومن ثم سوف تستمر تعقيدات الملف السورى إلى حين تنفرج الأوضاع الدولية.