يحتفل العالم هذه الايام ب يوم البيئة العالمى بهدف إبراز أهمية "الطبيعة الأم"، ونشر الوعي بشأن حماية ورعاية البيئة وتم اعتماد يوم البيئة العالمى عام 1972 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء انعقاد مؤتمر ستوكهولم واحتفل به لأول مرة عام 1974.
وفى هذا الإطار يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار على أهمية المحميات الطبيعية كثروة بيئية وسياحية من الممكن أن تدخل مصر فى مصاف الدول الجاذبة للسياحة البيئية مثل أستراليا والبرازيل وتايلاند وكينيا والنرويج وهى أغلى سياحة فى العالم ومن الممكن تجتذب 20 مليون سائح لو تم استغلالها وإصدار تشريعات خاصة لتسهيل تنمية وتنشيط هذه المحميات سياحيًا بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ووزارة التنمية المحلية
وأضاف الدكتور ريحان أن مصر تمتلك محميات طبيعية متنوعة ومتميزة موزعة فى محافظات مصر، علاوة على المناظر الطبيعية في أودية سيناء والوادى الجديد وكورنيش النيل خاصة في الأقصر وأسوان والمنيا، ويعرض نموذجًا للسياحة البيئة بمحافظتى شمال وجنوب سيناء، حيث تمتلك سيناء وحدها 7 محميات طبيعية، اثنان بشمال سيناء وهما محمية «الزرانيق والبردويل، الأحراش الساحلية برفح»، أمّا الخمس محميات الأخري فتقع جميعها داخل نطاق محافظة جنوب سيناء، وهي محميات «طابا، أبو جالوم، سانت كاترين، نبق، رأس محمد».
وقد أعلنت محمية طابا سنة 1998 وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا وتبعد 75 كيلومترا عن مدينة نويبع، وتبلغ مساحتها 3590 كم2، وتصنف بأنها محمية صحاري وتراث طبيعي وتتميز بالتكوينات والتركيبات الجيولوجية البديعة من كهوف وممرات جبلية متعددة مع وجود شبكة من الأودية أهمها أودية «وتير والزلجة والصوانة ونخيل» وتكثر بالمحمية الأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف بـ"الكانيونات" أشهرها الكانيون الأبيض والكانيون الأحمر وجميع هذه الكانيونات تجذب السائحين من محبي رحلات السفاري لما فيها من مناظر طبيعية رائعة وأحيانًا بعض المغامرات مثل النزول من أعلى هذه الأخاديد بالحبال، ويُعد وادي غزالة أحد أشهر الأودية داخل نطاق محمية طابا، وقديمًا كانت تعيش به قطعان كبيرة من الغزلان التي أخذت أعدادها في التناقص منذ القرن الماضي بسبب الصيد الجائر.
ونوه الدكتور ريحان إلى أشهر محميات سيناء وهى محمية سانت كاترين التى تتميز بعدة قمم جبلية شاهقة مثل جبل سانت كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل البنات وجبل عباس، وقد أعلنت منطقة سانت كاترين محمية طبيعية في عام 1988، وتُصنّف بأنها محمية تراث طبيعي وثقافي عالمي وهي من أكبر المحميات الطبيعية في شبه جزيرة سيناء كلها، حيث تشغل مساحتها حوالي 4300 كم2، وأُدرجت 15% من مساحة المحمية ضمن مناطق التراث الثقافى العالمى.
وتكسو جبال سانت كاترين فى الشتاء الثلوج باللون الأبيض الناصع والذي يُشكل مع خُضرة الواحات الطبيعية المنتشرة بكثافة حول عيون وآبار المياه في المنطقة لوحة فنية بديعة ومنظرًا لا تألفه العين في مصر قاطبة إلا نادرًا، ولأنّ منطقة محمية سانت كاترين ترتفع لأكثر من ألف وستمائة متر فوق مستوي سطح البحر وتخلو من أي مصادر للتلوث فإنها تعد أولى مناطق مصر من حيث جودة المناخ حيث الهواء النقي والصحي طوال العام.