«أبو العروسة» هذا الدفء الذى خفف علينا برد الشتاء (مع ألبوم المسلسل)

«أبو العروسة» هذا الدفء الذى خفف علينا برد الشتاء (مع ألبوم المسلسل)«أبو العروسة» هذا الدفء الذى خفف علينا برد الشتاء (مع ألبوم المسلسل)

* عاجل28-1-2018 | 22:04

كتب: عاطف عبد الغنى

أجمل ما فى هذه الدراما هو الدفء.. دفء الأماكن والبشر والمشاعر.. تشعر بذلك عندما تتجول بك الكاميرا بين حركة السيارات فى الشوارع، أو أعلى كوبرى قصر النيل، وتتسكع كأنها تتمشى معك فى شوارع مصر الجديدة غير المشهورة، قريب من ميدان الجامع، وشوارع عثمان بن عفان، وهارون الرشيد، وتتوقف بك عند مدخل البيت الذى تسكنه أسرة أبو العروسة، أو تجلس معك فى حديقة المنزل الصغيرة مع سيد رجب وأولاده وجيرانه وأصدقائه.

بينما تأتى من عمق شقة الدور الأرضى سوسن بدر "أم العروسة" التى تشبه تماما المكان الذى تسكنه فى المسلسل.. إمرأة مصرية لا هى من طبقة ساكنى "الكومباوند" ولا العشوئيات، هى وزوجها سيد رجب أبو العروسة التى على "وش" زواج.

 أزمة الزوجين ليست فقط فى إتمام مشروع زواج أبنتهما الكبرى ، على غرار أزمة فيلم "أم العروسة"، ولكن أزمتهما فى عراكهما مع الدنيا وحرب الدنيا لهما، وهما اللذان يعولان أسرة مكونة من شابة متخرجة وتعمل طبيبة، وتحلم أسرتها بتزويجها زيجة مناسبة قبل أن يفوتها قطار الزواج، وأختها التى تصغرها وأخوها وهما شابين لهما أحلامهما، وطموحهما المادية والمعنوية، إضافة إلى طفلين آخرين يمنحا هذه الأسرة البسيطة بسمتها.

 والأبن الشاب الطامح للزواج من شابة ليست من طبقته، يتعامل مع أبيه تعامل جيل "الإنترنت والسوشيال ميديا" الذى أسقط أو كاد "النظام الأبوى" فنراه يناديه بإسمه، ويتحدث معه وكأنه صديقه الند بالند إلى أن يفيق فى لحظة على صفعة من الأب تعيده إلى قواعده وتعيد العمل بالنظام الأبوى.

وفى خيوط أخرى درامية كثيرة متشابكة ومتقاطعة، يرصد المسلسل العلاقات الزوجية الملتبسة لأصدقاء الأسرة، وتمثل هذه الخيوط أيضاً ملمحا رئيسيا يوازى كفاح أبو العروسة فى الحياة من أجل النجاه بسفينة أسرته، وهو الربان العاقل الهادى.

أكثر من أزمة بين زوجين، ومنهم من تجاوز عمر الشباب، كما فى حالة جار أبو العروسة، ساكن الطابق العلوى للبيت الجميل الذى تدور فيه معظم أحداث المسلسل، هذا الجار الذى يجسده مدحت صالح، ويؤدى فيه دور الزوج المنفلت "البصباص" الذى لايعرف الجمهور سبب أزمته الحقيقية مع زوجته لكنه يغفر له، أخطائه وهناته بسبب خفة دمه.

 ولانعرف حتى كاتبة هذه السطور، ما سوف تنتهى إليه العلاقة بين هذا الزوج وزوجته التى تجسدها فى العمل نرمين الفقى، والتى تجارى زوجها فتروح تبحث عن علاقة تجد فيها المشاعر التى تفقدها مع زوجها دائم الشجار معها وسبها، وعلى الرغم من ذلك نتوقع أن ينتهى هذا الخط الدرامى نهاية سعيدة بسبب وجود ابنة شابة هى سر استمرار الحياة بين أبيها وأمها دائمى الخلاف.

علاقات أخرى فرعية يضمها المسلسل ويناقش من خلالها رؤية أقرب للواقعية فى علاقتنا الحياتية العصرية، وتأتى هذه الأحداث مختلفة عن تلك التى نراها فى المسلسلات التى أغرقتنا فى السنوات القليلة الماضية فى الدراما "السيكو" والعنف والغموض والأجواء المظلمة التى تشبه إلى حد كبير الدراما الهليودية.

نحن أمام درما تنسج من خيوط الصوف مسلسل دافىء المشاعر نحتاجه بشدة فى أيام شتاء المشاعر التى نعيشها، ونجد بديلا لها مع أبطال المسلسل الذين يشبوهننا كثيراً.. سمر الوجوه .. تحدد ملامح وجوههم خيوط الشقى، يسكنون بيوت بسيطة، ويتجولون فى شوارع مصر الجديدة، وحدائق القبة، ويحلمون أحلامنا ، وليسوا عصابات مافيا ونساء تحب لكنهن لسن عاهرات، ولا راقصات كباريهات، وحوار نظيف لا إسفاف فيه ولا اختراع لألفاظ ساقطة أو موحية بقلة الأدب، بدعوى أن هذا هو الواقع.

أبو العروسة بطولة سيد رجب وسوسن بدر وأكثر من ممثل وممثلة خطفوا الأضواء بصدق الأداء، منهم محمود حجازى وولاء الشريف ومحمد حاتم وأمانى كمال، وحتى الطفل يوسف لم نشك فى صدقه، ولا شعرنا معه لحظة أنه ممثل فى عمل درامى، وهذا العمل من تأليف هانى كمال وإخراج كمال منصور.

[caption id="attachment_107539" align="aligncenter" width="640"] مسلسل أبو العروسة[/caption]
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2