تزامنًا مع بداية العطلة الصيفية تواصل «بوابة دار المعارف»، استعراض أماكن المعالم الآثرية المصرية لأنها دائمًا تكون القبلة الأولى لكل من زيارة الأماكن الآثرية السياحية، ولأن سطعت شمس الحضارة المصرية، منذ فجر التاريخ، فيأتي إليها الناس من مختلف الجنسيات والثقافات، لرؤية تلك المعالم الاثرية، التي كانت وما زالت تبهر البشر على مدار التاريخ، لذا نستعرض أبرز المعالم الآثرية بمدينتي الأقصر، وأسوان.
متحف الأقصر
يزين طريق كورنيش النيل وسط مدينة الأقصر، ويعتبر من أجمل المتاحف الإقليمية في مصر، يتكون المتحف من طابقين، أرض وعلوي، ويحتوى الطابق الأرضى على عدد من القطع الأثرية المميزة، منها، رأس الإله محت ورت، وهي على هيئة بقرة جسمها مصنوع من الخشب المطلى بالذهب، مع قرنين من النحاس وعيون مطعمة بحجر اللازورد الكريم، وقاعدتها مطلية بالشمع الأسود، ويمثل التمثال أحد أشكال الإله حتحور إلهة السعادة والحب، والتى تستقبل الشمس الغاربة كل يوم وأيضا أرواح المتوفين حديثا، كما يوجد على جدرانه نقوش توضح الحياة اليومية والدينية بالمعبد، ويضم لوحة الكرنك التى تضمن نصا هيروغليفيا يتعلق بصراع حكام طيبة مع الهكسوس.
كما يضم الطابق تمثال الملك تحتمس الثالث، وهو مصنوع من حجر الشست، ويعد من أكبر تماثيل مصر، ويحتوى الطابق الثانى على عدد من التماثيل أهمها تماثيل المك إخناتون، وعدد من اللوحات الجنائزية القبطية، وعدد من الأحجار المنقوشة التى تعرف بالتلاتات، والتى كانت جزء من أحد معابد اخناتون فى النهاية الشرقية ب معبد الكرنك وتم تجميعها، حيث وجد بها وبعض من الأثاث والحلى والأوانى والتمائم الملكية.
ويوجد أربع مومياوات داخل المتحف، منهم إثنين فى العرض بصورة كاملة، واثنين تمت كسوتهما بالكتان للحفاظ عليهما، وبالإضافة إلى مومياء للملك أحمس الأول، والتى أضيفت لمقتنيات المتحف فى مارس 2004 م، كجزء من التجديدات فى المتحف والتى تضمنت مركزا للزوار.
وادي الملوك
يعد وادي من أجمل الأماكن الأثرية والسياحية المصرية، فهو أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة تم فجرها ولم يتم اكملها، وتم اختيارهذا الموقع لدفن ملوك الدولة المصرية قديمًا لذلك سمي بوادي الملوك، ويقع على الضفة الغربية للنيل، خلف صخور جبل طيبة (الأقصر) حاليا.
والطريق الذي يؤدي إلى وادي الملوك من مدينة الأقصر، بعد عبور نهر النيل، طريق طويل يخترق السهل مارا بمعبد سيتي الأول، ثم ينثني ناحية الغرب في طريق صخري كثير الانحناء يخترق التلال، ويبلغ طول هذا الطريق نحو 5 كيلومترات.
وفى وادى الملوك تم اكتشاف العديد من مقابر أكبر ملوك الدولة المصرية، ومنهم: توت عنخ آمون، تحتمس الأول، وأمنحوتب الثانى، وحورمحب، ورمسيس الأول وسيتى الأول ورمسيس الثانى، وسيتى الثانى، وست ناختى ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس الخامس ورمسيس التاسع.
معبد الكرنك
وهو أحد أقدم المعالم الأثرية في العالم، ويقع بالجانب الشرقي للأقصر، ويسبقه طريق الشهير «طريق الكباش» وكان هذا الطريق مستخدماً في أحد أهم الاحتفالات بالتقويم المصري القديم وهو عيد الأوبت، حيث يتواجد على جانبين المعبد تماثيل للكباش، وتصطف تمثال أبو الهول، يعرف طريق الكباش بأنه طريق مواكب الآلهة، ويعد أقدم طريق احتفالي ديني ظهر عرفه فجر التاريخ، فهو يعد متحفًا حقيقيًا مفتوحاً.
وسمي معبد الكرنك بـ «البقعة المختارة»، لأن الفراعنة اختارو ذلك المعبد تحديدًا لـ تقديس الإله آمون رب طيبة «الأقصر» حاليا، لذا بلغ المعبد قدراً كبيراً وأصبح لكهنته قوة سياسية كبيرة آنذاك.
الدير البحري
هو متحف عظيم يضم بداخله المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، وكانت تقوم فيه بتقديم القرابين للإله كي تضمن لروحها حياة أبدية سالمة في العالم الآخر، ويقع المعبد بالبر الغربي للأقصر، ويتكون المعبد من ثلاث طبقات متفاوتة الحجم تبدأ من باطن الوادي، يوصل بينهم منصات منحدرة للصعود والنزول، وقامت فيه الطقوس الجنائزية لكل من الملكة حتشبسوت، وأبيها الملك تحتمس الأول.
معبد الفيلة
يقع معبد الفيلة وسط النيل بمدينة أسوان الساحرة، ويطلق عليه «درة المعابد النيلية»، حيث يعد أعرق المعابد المصرية، نظراً لما يتميز به من موقع خلاب فى جزيرة وسط النيل وتاريخ حضارة عريقة، وكلمة فيلة تعنى بالهيروغليفية «السلام والود والمحبة».
وشيد هذا المعبد لعبادة الإلهة «إيزيس» إلهة الأمومة عند الفراعنة، تم تشييد هذا المعبد فى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت الجزيرة التى يقع عليها المعبد تسمى جزيرة «سهيل».
معبد إدفو
هو ثاني أكبر معابد مصر القديمة، بعد معبد الكرنك، ويقع على الضفة الغربية لنهر النيل بمدينة إدفو، حيث كان يعبد قدماء المصريين إله السماء صاحب رأس الصقر الإله «حورس» بداخله، وتم استغراق بناءه 180 عامًا، وهو أحد أفضل المعابد المحفوظة في العصور الفرعونية، وعلى مر القرون، كان المعبد وأبراجه العملاقة مغطاة بالرمال من الصحراء القريبة والطمي من الفيضان السنوي للنيل، مما أتاح فرصة الحفاظ عليه في حالة جيدة.
معبد كوم أمبو
يعتبر هذا المعبد قبلة سياحية أساسية في مدينة أسوان، ويقع على ضفاف نهر النيل بأسوان، ويتميز أيضا بالقاعات ذات الأعمدة الكبيرة، وكلمة كوم أمبو تعني «تلال الذهب»، حيث كان يقع بملتقي الطرق لمناجم الذهب قديمًا، وتم تشييده لعبادة إلهين وهما الإله سوبك أو «الإله التمساح»، وحورس «إله الصقر»، وينقسيم الى قسمين، قسم أيسر للإله الكبير حورس، والآخر للإله سوبك، ويبعد المعبد عن مدينة اسوان السياحية 45 كم من جهة الشمال.
ويضم المعبد تمثال جدارى ضخم من الحجر الرملى للملك رمسيس الثانى، والذي يظهر فيها مرتديا التاج الأبيض تاج الوجه القبلى، كما يوجد به جدار معمارى أثرى من الحجر الرملى فى الجزء الشمالى الغربى من المعبد يعود لعصر الإمبراطور فيليب إرهاديوس، الأخ غير الشقيق للإسكندر الأكبر، ورأس تمثال للإمبراطور الروماني ماركوس أورليوس.
معبد أبو سمبل
من المعالم الآثرية السياحية الأكثر روعة في مصر، حيث قام الملك رمسيس الثانى، بقطعه كاملاً في الجبل، ويعد معبد أبو سمبل الكبير، ويقع بمدينة النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، يُعرف بتماثيله الأربعة الضخمة الجالسة، والتى تعطي لواجهته لمحة جمالية فريدة.
والتماثيل الأربعة الجالسة، هم لـ أربعة آلهة، هم: آمون رع، ورع حورآختي، وبتاح، ورمسيس الثاني مؤلها، وتدخل الشمس داخل المعبد يومين في السنة، وهما 22 فبراير و 22 أكتوبر.