«ذا ديبلومات»: الجانبان الصيني والأمريكي بحثا فتح قنوات اتصال لإدارة الأزمات

«ذا ديبلومات»: الجانبان الصيني والأمريكي بحثا فتح قنوات اتصال لإدارة الأزماتالصين وامريكا

عرب وعالم13-6-2022 | 19:21

كشف تقرير صادر عن دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية، النقاب عن كواليس اللقاء "المغلق" بين وزيري الدفاع الصيني والامريكي على هامش قمة الأمن لحوار شانجريلا في سنغافورة والذي عقد الاسبوع الماضي.

وأوضح تقرير"ذا ديبلومات" أن وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن ووزير دفاع الصين وي فنجي بحثا فتح قنوات اتصال بما في ذلك تشكيل "مجموعة عمل اتصالات الأزمات" وخطوط الاتصال بين كبار القادة لزيادة قدرة كلا الجانبين على إدارة الأزمات، علاوة على اشتراط الصين تحسين سلوك الولايات المتحدة وعدم مهاجمة الصين وتشويهها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين أو الإضرار بمصالحها.

وأكد كل من أوستن ووي أهمية الحفاظ على استقرار العلاقات المشتركة، وإدارة الصراع والمنافسة "بمسؤولية"، وتحسين الاتصالات في الأزمات وتقليل المخاطر الاستراتيجية، فيما أعرب وزير الدفاع الصيني عن تطلع بلاده إلى إقامة علاقات قوية تنمو بشكل صحي ومستقر مع الولايات المتحدة فضلا عن علاقات مستقرة بين الجيشين والذي يعد بمثابة ضرورة لتنمية العلاقات الثنائية، وفق ما أورده التقرير.

وناقش أوستن وفنجي أيضًا "قضايا الأمن العالمي والإقليمي"، بما في ذلك كوريا الشمالية والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهما ملفان تختلف فيهما مواقف الولايات المتحدة و الصين بشكل كبير، وأكدت دورية "ذا ديبلومات" أنه من المثير للاهتمام عدم اثارة الولايات المتحدة قضية المخاوف في بحر الصين الجنوبي كواحدة من القضايا التي تمت مناقشتها، لكن الجانب الصيني فعل ذلك، بينما اتفق الطرفان على أن القضية الأمنية الرئيسية على جدول الأعمال كانت تايوان.

وأشار التقرير إلى أنه قبل لقاء وزير الدفاع الصيني والأمريكي، أعلنت وزارة الدفاع الوطني التايوانية عن موافقة الولايات المتحدة على بيع أسلحة بقيمة 120 مليون دولار لتوفير "قطع غيار ومساعدة فنية للبحرية التايوانية"، وكانت مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان ملف تجاذب دائم بين الصين والولايات المتحدة، حتى أن الصين علقت مؤقتًا التبادلات الدفاعية مع الولايات المتحدة تمامًا بعد بيع الأسلحة الأول لإدارة أوباما إلى تايوان في عام 2010 (بما في ذلك إلغاء اجتماع مخطط له مع وزير الدفاع الأمريكي آنذاك روبرت جيتس في أعقاب حوار شانجريلا 2010).

وأوضح أن بيع الأسلحة لم يُفسد اجتماع وزراء الدفاع هذه المرة، لكنه أثار حفيظة الصين، حيث صرح تان كيفي المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية قبيل اجتماع أوستن وفنجي: "أدانت الصين بشدة وعارضت بحزم" عملية بيع الأسلحة الأخيرة لتايوان، ومبيعات الأسلحة الأمريكية لمنطقة تايوان الصينية قد تدخلت بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين، وقوضت بشكل خطير السيادة الوطنية للصين ومصالحها الأمنية، وأضرت بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.. الصين غير راضية عن ذلك وتعارضه بشدة ".
وناقش وزير دفاع الصين القضية أيضًا مع أوستن، وشدد على أن "تايوان هي تايوان الصينية" وتعهد بأن "الحكومة والجيش الصيني" سوف "يجهضان بحزم أي مؤامرة" لاستقلال تايوان "ويحافظان بشدة على إعادة توحيد الوطن الأم"، كما كرر معارضة الصين لبيع الأسلحة الأمريكية الأخير لتايوان، والتي قال وى إنها "تلحق ضررا خطيرا بسيادة الصين ومصالحها الأمنية".

بدوره، أكد أوستن للجنرال فنجي أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالسياسة طويلة الأمد تجاه الصين الواحدة، والتي تسترشد بقانون العلاقات مع تايوان، كما أعرب أوستن عن معارضة الولايات المتحدة للتغييرات الأحادية على الوضع الراهن، ودعا جمهورية الصين الشعبية إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار تجاه تايوان.

تطرق التقرير إلى رؤية الصين في منطقة المحيط الهندي والهادي، حيث تركز بكين على سياسة الصين ومفهومها وإجراءاتها العملية في ممارسة التعددية الحقيقية، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، و"مبادرة الأمن العالمي" الصينية.

واعتبر التقرير اللقاء بين وي وأوستن أمر مرحب به للتواصل المباشر بين كبار مسؤولي الدفاع الصينيين والأمريكيين، وفي السابق، حاولت إدارة بايدن جعل أوستن يتحدث مباشرة إلى الجنرال شو تشيليانج، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين وهو يتفوق على ووزير الدفاع الصيني في التسلسل الهرمي للدفاع في الصين، وكانت إدارة بايدن حريصة على وضع أوستن بانتظام على اتصال مع ممثل أقوى للجيش الصيني، ومع ذلك، فقد وقفت الصين بحزم في الإصرار على أن وي هو النظير المناسب للتحدث مع أوستن، حيث اعتبرت الصين في مايو 2021، أن الإصرار الامريكي المتكرر على الاجتماع مع نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين كان يُنظر إليه على أنه "خطأ دبلوماسي"، وفيما يبدو أن إدارة بايدن تخلت عن الحصول على خط مباشر مع نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، واختارت بدلاً من ذلك قبول وي كنظير لأوستن في الصين.

أضف تعليق

المنتدى الحضري العالمي شهادة دولية للدولة المصرية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2