عندما يخفى شخص كراهيته لآخر، قد تستمر العلاقة أمام الناس بشكل سلمي، وفى حالة إفصاحه يصير عدوًا له، نفس الأمر ينعكس على حُكام الهند، منذ أيام صرح مسئولون رفيعو المستوى بالحزب الحاكم فى الهند بعبارات مسيئة فى حق رسول الرحمة المهداة للعالمين خلال حوار متلفز، وما أثار الاستفزاز صمت مودي، رئيس الوزراء، وبعد مرور أيام من الإدانات الرسمية للدول العربية، يعلقون عضوية الحزب عن المسئولين الهنود المسيئين.
وتلك التصريحات المسيئة تأتي تتويجًا لسلسلة من الإساءات والانتهاكات الممنهجة ضد مسلمي الهند خاصة فى عهد حكم الحزب الحاكم "بهاراتيا جاناتا"، وكان أول تصعيد عدائي من قبل الحزب إقرار البرلمان الهندي قانونًا فى 2019 بحرمان مسلمي الهند من الجنسية، وعلق حينها منتقدو القانون بأنه جزء من برنامج مودي وحزبه لتهميش المسلمين والبالغ عددهم مائتا مليون مسلم.
ولم تحتمل صحيفة لوموند الفرنسية وقتها اضطهاد المسلمين فى الهند، وناشدت فى افتتاحيتها المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف القتل اليومي لمسلمي الهند، وفى أكثر من تقرير صحفى تصفه بعبارة "شطط رهيب"، وأيدت الصحيفة آراء المعارضين فى الهند بأن الهجوم على الإسلام أحد بنود الحزب الحاكم.
وتتداول منصات السوشيال ميديا فيديوهات لتنكيل الهندوس بالمسلمين، ولا يستثنون فيها امرأة أو شيخًا، وعلقت صحيفة هندية على فيديو الاعتداء على كهل بقولها إن المعتدين أعضاء فى الحزب الحاكم، وهذا بالإضافة إلى مشاهد لتدمير ممتلكات المسلمين.
وتعترف نيويورك تايمز بدعوة نشطاء هندوس يمينيين لإيذاء وقتل مسلمي الهند وسط صمت زعماء الهند، ومن وقت لآخر ينشئ هؤلاء النشطاء تطبيقات على مواقع التواصل، تعرض صورًا لمسلمات هنود بينهن مشاهير، وتعلق عليها إنهن معروضات للبيع فى مزادات علنية.
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يتزوج رغبة فى تعدد الزوجات لتزوج الحسان الأبكار بدلاً من الثيبات الكهول، وفى العهد القديم يروي عن زواج داود وسليمان بأكثر من مائة امرأة، وفى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لن يطعن أحد من أعدائه أو يتهكم على زواجه من السيدة عائشة بنت التسع سنوات، فقد كان مباحًا ومعروفًا فى الجاهلية وما بعدها.
ومن جهة أخرى، لم نسمع مسئولاً فى البلاد المجاورة للهند انتقد أي ديانة هندية سواء هندوسية أو غيرها، وإذا توقعنا المستحيل وحدثت إساءة، فلن تصمت الهند ولا الأمم المتحدة، وسوف ترتفع الأبواق تنادي بتأديب المسئولين المسيئين.