قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، اليوم الأربعاء، "إن الاتحاد الأوروبي يشهد أسوأ أزمتين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهما جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية".
وأضاف دي مايو في مداخلته خلال ندوة حول الوضع العام ضمن ال مؤتمر حول مستقبل أوروبا، وفقا لوكالة أنباء "آكي" الإيطالية، أن "ال مؤتمر تجربة مبتكرة في مجال الديمقراطية التشاركية، التي أعدت لتقريب المواطنين من المؤسسات وخلق نقاش أوروبي حقيقي يتقاطع مع اثنتين من أسوأ الأزمات لفترة ما بعد الحرب العالمية في قارتنا".
وتابع: "الوباء بخسائره المأساوية وتكلفته الاقتصادية والاجتماعية الباهظة والعملية الروسية في أوكرانيا اليوم، يمثلان صدمة سياسية وجيوسياسية غير مسبوقة ذات عواقب اقتصادية عالمية خطيرة للغاية، وكذلك من حيث الخسائر في الأرواح البشرية والدمار والتبعات الإنسانية".. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه تم تحويل مسار ال مؤتمر وإثرائه ليصبح فرصة لتجديد الروح الأصلية لمشروع التكامل وإعطائه معنى ودفعة جديدة.
ونوه بأن الاتحاد الأوروبي أظهر قدرة استجابة تلاحمية وتضامنية ساعدت في تقريب المواطنين من المؤسسات الأوروبية، مشددا على أن التماسك والحزم الذي يتفاعل بهما الاتحاد والدول الأعضاء فيه الآن مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يوضحان كيف يمكن لمرحلة جديدة من نمو المشروع الأوروبي أن تجد الزخم المطلوب من هذا المنعطف.
وأكد أن المرحلة التي يتم التحرك فيها نحو سياسة مشتركة، على سبيل المثال في مجالات الصحة والطاقة والدفاع، تسهم بتحقيق استقلال ذاتي استراتيجي فعال للاتحاد وتستجيب بشكل أكثر فعالية وشمولية لطلبات المواطن الأوروبي الذي يتمتع بإدراك أهمية هذا الخيار الاستراتيجي.
وفي سياق ذي صلة، قالت نائبة وزير الخارجية الإيطالي مارينا سيريني "إن أوكرانيا قد نظمت بالفعل ممرات برية لنقل القمح، لكنها مكلفة وبطيئة للغاية، وهناك حاجة لإلغاء حظر النقل البحري، لذلك فمن الضروري التوصل إلى اتفاق مع روسيا بهذا الشأن".
وحول شحنات الحبوب العالقة في أوكرانيا، قالت "إن الأمم المتحدة لم تتوقف عن المبادرات بهذا الصدد، فالدبلوماسية غالبا ما تصمت، لكن هذا لا يعني أنها تتوقف، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه".
وأوضحت أن المبادرة التي أعلن عنها القادة الأوروبيون الثلاثة "رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولف شولتز" ستدرج هذا الموضوع أيضا على جدول الأعمال الأوروبي، حيث أنه أمر أساسي من أجل نزع فتيل الأزمات الغذائية، وبالتالي توترات اجتماعية خطيرة وفادحة، تشمل مساحة كبيرة تمتد من حوض المتوسط إلى إفريقيا.