من عجائب الدنيا .. تاج محل صار هندوسيًّا

من عجائب الدنيا .. تاج محل صار هندوسيًّاحسين خيرى

الرأى18-6-2022 | 08:36

بلا شك تداعيات الحرب الأوكرانية عززت مواقف سياسة رئيس الوزراء الهندى مودي المتطرفة تجاه مسلمي الهند، ويلتزم الغرب بالصمت أمامها وفى مقدمته الولايات المتحدة، ويسعى حثيثًا فى طلب ود الحكومة الهندية، حتى يضمن تحييدها عن روسيا، ومن جهة أخرى يعقد الغرب اتفاقات اقتصادية وعسكرية مع الهند للتضييق على نفوذ الصين، وردعها عن فكرة الاعتداء على تايوان.

ويرجع إعلان تطرف زعيم الحزب الهندي الحاكم إلى عام 2002 أثناء حكمه ولاية "جوجارات" ذات الأغلبية الإسلامية، ووجه إلى مودي الاتهام بغض الطرف والسماح باندلاع مذبحة بأيدي الهندوس، وسقط فيها ألفا قتيل، وأجبروا 114 ألف مسلم على مغادرة منازلهم، وحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز ألحق الهندوس الدمار بمائتي أثر إسلامي بنفس الولاية، ووضعوا وقتها داخل بعض هذه الآثار حجرًا صغيرًا يرمز إلى أحد آلهتهم.

ولم يسلم الأثر الإسلامي العالمي تاج محل من عبث الهندوس، وأقحموا فيه مجموعة من تماثيلهم المقدسة، ويقلب زعماء الهندوس الحقائق التاريخية بادعائهم أن تاج محل ليس سوى معبد هندوسي، ولم تستجب الحكومة لطلب أعضاء من هيئة المتاحف الوطنية بالهند برفع هذه التماثيل.

ويتوالى حاليًا حلقات مسلسل هدم مساجد المسلمين الشهيرة والكبيرة فى ربوع الهند تحت رعاية وأعين الحكومة، والكاتبة الهندية الحاصلة على جوائز عالمية "أروندارتي" تعلن فى كل محفل رسمي معارضتها بقوة لسياسة حزب مودي الحاكم.

ويعود نسب الكاتبة الهندية إلى أم مسيحية وأب هندوسي، وتسخر فى روايتها "إله الأشياء الصغيرة" من الطائفية المتعصبة والمتجذرة فى المجتمع الهندي، وكشفت فى مقالاتها النهج العنصري لقادة ما يسمى بحزب الشعب الهندي الحاكم.

ويبدو أن المتناقضات تسيطر على العقل العالمي، برغم أن الهند دولة علمانية ودستورها علماني يعلن حزب مودي تطرفه الديني، وهو ما يجر البلاد إلى دوامة النزاعات الدينية، وإن لم يقف عقلاء الهند للحد منها فسوف تتصاعد ألسنة لهب الحرائق الطائفية فى كل شبر من شبه القارة الهندية، وقد تستمر لعدة أعوام.

ولن تنفع البلاد وقت اشتعال الحرب الأهلية مغازلة مودي للولايات المتحدة والغرب، ولا ينسى عقلاء الهند مذبحة 1947، التي قتل فيها ما لا يقل عن مليون شخص، ونزح 15 مليون شخص وجميعهم من مسلمين وهندوس وسيخ.

أضف تعليق