ماهر فهمى يكتب: من الجنح للجنايات.. يا قلبى لا تحزن

ماهر فهمى يكتب: من الجنح للجنايات.. يا قلبى لا تحزنماهر فهمى يكتب: من الجنح للجنايات.. يا قلبى لا تحزن

*سلايد رئيسى1-2-2018 | 23:07

ومرت الأيام والسنون من 1958 وحتى 2018 وما بها من انطلاقات وتغيرات .. وسنوات وسنوات من مهنة البحث عن العذاب .. وفى 1998 بلغت الستين وهى سن المعاش .. والقانون يسمح بالمد سنة حتى سن الـ 65 .. والمعاش هنا معاش من المناصب .. ومع ذلك وفى سنة ألفين وأنا فوق السن أصدر رجب البنا قرارا بتعينى مدير تحرير تنفيذى .. ودهشت من القرار لأن الزميل العزيز إسماعيل منتصر مدير تحرير تنفيذى ولهذا حدد القرار بإشرافى على المراجعة والمتابعة حتى يفصل بينى وبين إسماعيل .. واستمريت سنتين أعمل بكل هدوء ونزلت للدور الخامس لأكون داخل المطبخ لأؤدى هذه المهنمة .. وتوليت المراجعة بنفسى صفحة صفحة حتى أرفع أى شىء مكرر أو شىء قابل للمراجعة .. وهناك أشياء تحتاج استشارة رئيس التحرير .. وأعطه رأيى ويكون الرأى النهائى له .. وفجأة وجدت زميلى إسماعيل فى منتهى العصبية ويوجه كلاما قاسيا للمتابعة والمراجعة .. وعندما وجدت أن الأمور تتصاعد وكان الموقف محيرا يا إما أبقى على القرار و إما أبقى على زميلى فكان قرارى الإبقاء على إسماعيل.. ونقلت رغبتى هذه لرجب البنا رئيس التحرير وقلت أشكرك على تقديرك لى ولكن أنا فوق السن ولا أطمع فى شىء .. فقال فعلا لا ينفع أن يكون هناك اثنان مدير تنفيذى وأصدر قرارا بترقيتى مستشارا للتحرير .. فصعدت إلى مكتبى فى الدور العاشر .. ولأن القرار احتفظ لى بالقسم الرياضى .. عدت إلى قواعدى سالما .. وأصبحت تحت أمر رئيس التحرير يرسل لى بعض أعمال الزملاء للمراجعة .. وأنا من مدرسة أخبار اليوم أؤمن بالجمل القصيرة  والعناوين مثل طلقة الخرطوش وراقصته وهذه مدرسة أنيس منصور وهو ملك العناوين .. ولا يزيد أى عنوان رئيسى عن 5 كلمات .. ولكن هذا لم يعجب رجب البنا .. لأن مدرسة الأهرام العنوان خبر كامل.. والفارق بين الجريدة اليومية والمجلة وهذا ما تعلمته فى أخبار اليوم .. فلما عملت نائبا لرئيس تحرير الأخبار .. وكنا نعطى بحسابه بعض الشغل لأخبار اليوم الأسبوعية وآخر ساعة .. وتعلمنا الفرق بين اليومى والأسبوعى ولهذا كان اعتقادى وما زال أن الصحفى الذى لم يتدرب فى جريدة يومية وعمل كل يوم لا يكون محررا مميزا فى الأسبوعى والبعض يرى غير ذلك ورأيه محترم .. ولهذا أنا كنت ضد تدريب المبتدأين فى المجلات لأن المجلات أو الأسبوعى يحتاج المحررين الذين امتازوا بضربتهم الصحفية وانفرادتهم ولهذا المجلات تحتاج منتخبا من أميز لاعبى الصحف اليومية .. ولهذا عندما أخذنا دفعة بالكامل من كلية الإعلام .. وكلفنى قبل الإصدار أنيس منصور أقوم بتجهيزهم وحتى يعملوا فى أكتوبر ويكونوا صالحين لاتجاه الريح عند تحويله إلى جريدة يومية كما كان مخططاً له ولم يتم.

تدريب صاعقة

اخذت الزملاء الجدد وسحق بهم الأندية الكبيرة من مصر الجديدة للجزيرة .. ومن هليوبوليس وهليوليدو إلى الأهلى والجزيرة والزمالك والترسانة فى ميت عقبة تطبيقا لما جاء فى كتاب أستاذنا الكبير جلال الحمامصى بأن التدريب النافع للصحفى المبتدأ إما فى الرياضة أو الحوادث .. لأن الصحفى الذى يكسل يكشف لأنهما مصدر كبير للتعرف على الأخبار واكتساب المصادر فكنت أقوم بتدريب هؤلاء الزملاء تدريب صاعقة وطلبت منهم ومنهن أن يحوز كل على مفكرة أرقام التليفون فالأندية تجمع بين رجال الدولة والشخصيات العامة ونجوم المجتمع والفن والثقافة والأدب وأخرج بهم من الصباح وكنا فى رمضان ومرة كان الإفطار أكوابا من عصير القصب .. وفعلا قبل الإصدار كونوا مصادر وصداقات وثراء من التليفونات واشتكونى لأنيس منصور فضحك وقال لى الإفطار عصير قصب يا مفترى .. لكن " برافو" .. وهم الزملاء الذين تفوقوا علينا عندما بدأ العمل فى أكتوبر فتحرروا منى واستقلوا وأثبتوا جدارة فقامت عليهم مجلة أكتوبر .. وكان لهم إنفرادات وإبداعات.

لا يعيش لى محرر

واتهمونى بأن لا يعيش لى محرر .. وصحيح لأنى لا أقبل أى عمل يقدم لى .. فإذا لم يكن جديدا ومختلفا عما نشر فى الصحف والمجلات الأخرى لا أقبله .. وكنت أعيد الصياغة حتى تتفق والمجلة .. فمن صمد معى وتركنى إلى أقسام أخرى تفوق وعلى سبيل المثال طارق جلال .. والزميل هانى رضا تفوق جوا كمصور أكثر منه محرر ونفذ ما طلبته منه .. من تصوير الجمهور فى المدرجات وإنفعالاتهم والظواهر الجديدة والابتكارات التى يقوم بها الجمهور .. فشجعنى أنيس قائلا: أيوه كده النجوم يملأون الصحف .. وأنت نجمت الجمهور واقترحت على أنيس أن نجوب المحافظات ونكتب حكاية الأندية الشعبية وخاصة فى وقت توقيت الدورى الأهلى والترسانة والمصرى والمنصورة والاتحاد السكندرى والإسماعيلى والأوليمبى .. وجبنا المحافظات فكانت أحد حوافز التوزيع .. وشكرنى أنيس  منصور وقال كل الناس فى المحافظات وجدوا أنفسهم فى أنديتهم الشعبية.

عملت إيه فى قضاياك

والأسلوب الساخر المسجوع الذى كتبت به الرياضة جعلنى زبونا دائما للمحاكم ابتدأت بالجنح وانتهيت بالجنايات وكل كتاب السخرية زبائن للمحاكم .. فسخريته جلابت المتاعب أحمد رجب ومحمود السعدنى ومحمد عفيفى وجليل البندارى ..

وفى إحدى محاكم الاستئناف كان أكثر من قضية .. فلما نادى علىّ الحاجب ودخلت ونظرت الأولى .. ونادى فى الثانية قال لى رئيس المحكمة وهو مبتسم يا أستاذ ماهر حط مكتبك على باب المحكمة اكتب وادخل .. وجاء الحكم فى آخر الجلسة واحدة غرامة والأخرى براءة

أما الجنايات فكانت أمام المستشار عزت العشماوى وكانت مرفوعة من حسن عبدون رئيس اتحاد الكرة وعضو مجلس الشورى .. ورئيس المحكمة كان ابن عزت العشماوى رئيس لجنة حكام كرة القدم والناقد الرياضى بجريدة الجمهورية وكان معى وقضيته تسبق قضيتى الناقد عصام عبدالمنعم .. وكان محامى محسن عبدون المحامى الكبير رئيس حزب الوفد نعمان جمعة .. وانتهت بالصلح أو انتهت على خير لأنه لو حكم بالسجن كان من المحكمة إلى بوكس الترحيلات فورا .. فقلت كان واجبا علىّ أن أوقع ماهر جنح وانتهى بماهر جنايات.

وكان أنيس طرف معى فى كل القضايا بصفته رئيس التحرير ولكنه كان صاحب حصانة بسبب عضويته لمجلس الشورى فكلما جاءه إعلان قضية يقول لى: إيه أخبار قضاياك مع أنه كان إنقاذ لى لأن المادة 3 والمادة 10 اجراءاه جنائية تنص أن التنازل عن أحد الأطراف فى السب والقذف تنص على تنازل عن أحد الأطراف تنازل عن باقى الأطراف .. وهم كانوا يتنازلون عن أنيس منصور فيعتبر تنازل عنى.

أضف تعليق

إعلان آراك 2