عالم أزهري: الانشغال بعيوب الناس يصنع العداوة بينهم

عالم أزهري: الانشغال بعيوب الناس يصنع العداوة بينهمالشيخ صفوت عمارة

الدين والحياة20-6-2022 | 10:54

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ الإنسان مطالب بإصلاح عيوبه، وسيُسأل عنها قبل غيرها يوم القيامة؛ لأنه مطالب ب إصلاح نفسه أولًا وسيسأل عنها قبل غيرها، ويجب عليه الانشغال بنفسه، وليس بتتبع عيوب الناس والطعن فيهم، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يقول: "رحم اللَّه امرأً أهدى إليَّ عيوب نفسي".

وأضاف عمارة، أن الناس يذكرون الخطأ دائمًا، ولا يذكرون الصواب أبدًا، وعثرات اللسان توقع الإنسان في الموبقات والدركات، وتورث الحسرات والآفات، ولذلك قال الإمام الشافعي:

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى .. ودينك موفور وعرضك صيّن

لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلّك عورات وللناس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معايبا .. فدعها وقل: يا عين للناس أعينُ

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ

وأشار «عمارة» إلى قصة هشام بن عبد الملك عندما قال للأعمش: اكتب لي مناقب عثمان بن عفان ومساوئ علي، فكتب إليه الأعمش: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أمّا بعد يا أمير المؤمنين، فلو كانت لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كانت لعليٍّ مساوئ أهل الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك، والسلام".

وأضاف «عمارة» أنّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وهذا يتضح من هذه القصة:

انتقل رجل مع زوجته إلى منزلهم الجديد، الذي كان يطل على بيت جاره، ويرتبط منزله معه بالحديقة المشتركة، وفي يوم أطلت الزوجة من النافذة، فتعجبت من اتساخ الغسيل على حبال جارتها، فتيقنت أن مسحوق الغسيل الذي تستخدمه رخيص جدًّا، وأخبرت الزوج مباشرةً أنها تظن أن زوجة الجار تشتري أرخص مساحيق الغسيل، وبدأت تردد هذا التعليق في كل مرة تنشر جارتها الغسيل، وبعد شهر، تفاجأت عندما رأت الغسيل نظيفًا، فأخبرت الزوج أن زوجة الجار تعلمت كيف تغسل الملابس؛ فقال لها الزوج إنه تمكن اليوم في هذا الصباح من تنظيف زجاج النافذة التي تنظر منها، ومن المعلوم أن الانشغال بعيوب الناس والغفلة عن عيوب النفس سبب للانتكاس، ويؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع.

أضف تعليق