أسفرت الاستشارات النيابية الملزمة بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، والكتل النيابية والمستقلين بمجلس النواب اللبناني، عن إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بتشكيل الحكومة الجديدة بعدما حصل أغلبية الأصوات بواقع 54 صوتًا في الاستشارات التي أجريت اليوم، ليكون التكليف الرابع لميقاتي بتشكيل الحكومة في تاريخه السياسي والثاني على التوالي في ظل أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية لم تشهدها البلاد من قبل.
ويمتلك رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي، تاريخًا طويلاً من العمل السياسي الحكومي والنيابي، حيث تولى حقيبة وزارة الأشغال العامة والنقل في ثلاث حكومات متعاقبة ما بين عامي 1998 و2004، حيث شغل المنصب في حكومة رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، ثم شغل نفس المنصب في حكومتين لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. كما انتخب عام 2000 نائب عن أحد المقاعد السنية بمسقط رأسه بمدينة طرابلس حتى عام 2005.
وعقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وقع الاختيار على نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة تشرف على الانتخابات النيابية في وقت عصيب مرت به البلاد، وبالفعل قاد حكومة لمدة 3 أشهر من 19 أبريل 2005 وحتى 19 يوليو من العام ذاته، ونظمت حكومته انتخابات ديمقراطية نزيهة في موعدها في شهر مايو من العام ذاته دون أن يشارك فيها ميقاتي كمرشح التزاما بالحياد.
وأعيد انتخاب ميقاتي لعضوية مجلس النواب اللبناني عامي 2009 وعام 2018 عن مدينة طرابلس التي مثلها داخل مجلس النواب حتى 21 من شهر مايو الماضي، حيث امتنع ميقاتي عن خوض الانتخابات النيابية التي أجريت في مايو الماضي لإفساح المجال أمام وجوه جديده في المجلس النيابي وللالتزام بالحياد، حيث كانت حكومته المسئولة عن إجراء الانتخابات.
وقد أعيد تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة في 13 يونيو 2011 بعد حصوله في الاستشارات النيابية الملزمة على 68 صوتًا من بين 128 نائبًا، ثم قدم استقالة حكومته في 23 مارس 2013، وتابع مهامه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال حتى 15 فبراير 2014.
وتم تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة للمرة الثالثة في تاريخه بعد أن حصل على 72 صوتا من بين 107 أصوات في الاستشارات النيابية التي أجريت في 26 يوليو الماضي، وتمكن من تشكيل الحكومة في 10 سبتمبر الماضي ونالت ثقة مجلس النواب بعد 10 أيام، وذلك بعد 13 شهرا من الفراغ الحكومي بسبب الخلافات السياسية التي أدت لاعتذار رئيسين مكلفين عن تشكيل الحكومة وهما السفير مصطفى أديب ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.
واستمرت حكومة ميقاتي قرابة 8 أشهر حققت فيها العديد من الخطوات الهامة أبرزها إجراء الانتخابات النيابية في موعدها والتوصل لاتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي حول خطة تعافي لبنان، وذلك قبل أن تتحول إلى مهمة تصريف الأعمال في 22 مايو الماضي بعد اعتبارها مستقيلة مع تولي مجلس النواب الجديد مهام عمله.
وتعد الحكومة التي يتولى ميقاتي حاليًا مهام تشكيلها محدودة المدة، إذ تعتبر الحكومة مستقبلة بمجرد تولى رئيس جديد للجمهورية خلفًا للرئيس الحالي ميشال عون، الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر المقبل.
وتواجه الحكومة العديد من التحديات أبرزها تحقيق الأمن الغذائي الذي يواجه تحديدات كبيرة في لبنان بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ البلاد من أزماتها.
ويعد ميقاتي من أبرز رجال الأعمال في عالم الاتصالات، فهو من مواليد الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1955 وأكمل دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتابع دراساته العليا بإحدى جامعات فرنسا وجامعة هارفرد في أمريكا، كما أنه عضو سابق في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية ببيروت.