في "لحظة تاريخية"، حسب وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وافق قادة الدول الأوروبية الـ27 أمس الخميس على منح أوكرانيا و مولدوفا صفة مرشّح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ويُشكّل هذا القرار الذي اتُخذ خلال قمّة رؤساء دول وحكومات الاتّحاد في بروكسل، بداية عمليّة طويلة ومعقّدة تُفضي إلى انضمام الدول المرشّحة للتكتّل.
وكتب ميشال على تويتر: "يُشكّل هذا اليوم مرحلة أساسيّة في طريقكم إلى الاتّحاد الأوروبي"، مهنّئًا الرئيسَين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمولدوفية مايا ساندو وشعبيهما. وأضاف "لدينا مستقبل معًا"، مغرّدًا أيضًا بلغتَي البلدين.
وكانت أوكرانيا و مولدوفا وجورجيا قدّمت ترشيحاتها بُعيد بدء العملية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي.
واعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ موافقة الاتّحاد الأوروبي على منح أوكرانيا و مولدوفا صفة مرشّحَين لعضويّته تُشكّل "إشارة قويّة جدًا حيال روسيا"، فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنّ قرار المجلس الأوروبي "تاريخي".
وقال ماكرون: "كلّ ذلك ندين به للشعب الأوكراني الذي يُقاتل دفاعًا عن قيَمه وسيادته ووحدة أراضيه. ندين به أيضا لمولدوفا، انطلاقًا من وضعها السياسي وانعدام الاستقرار الذي تتعرّض له والسخاء الذي عرفت أن تُثبته".
ورحّب زيلينسكي الخميس بما اعتبره "لحظة فريدة وتاريخيّة" بعد موافقة قادة دول الاتّحاد الأوروبي على منح بلاده صفة المرشّح. وكتب على تويتر "إنّها لحظة فريدة وتاريخيّة في العلاقات بين أوكرانيا والاتّحاد"، مؤكدا أنّ "مستقبل أوكرانيا في صلب الاتّحاد الأوروبي".
وفي مقطع قصير عبر إنستجرام قال زيلنسكي"إنّه انتصارنا. انتظرنا (هذا القرار) طوال 120 يومًا، وحتّى طوال ثلاثين عامًا" منذ استقلال أوكرانيا عام 1991... سننتصر بالتأكيد".
زيلينسكي خاطب قادة الدول الأوروبّية الـ27، قائلا إنّ منح أوكرانيا وضع المرشّح "هو نقطة البداية لتاريخ جديد لأوروبا". وأمل في وجود "أوروبا بلا انقسامات، بدون مناطق رماديّة؛ تعرف كيف تدافع عن نفسها وتدافع عن قيمها ومستقبلها".
وأردف زيلينسكي "اليوم هي النتيجة المرجوّة"، مخاطبًا كلّ زعيم أوروبي، واحدًا تلو الآخر، وكذلك أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية و شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي اللذين شكر لهما "قيادتهما "و"إيمانهما" بأوكرانيا.
وترتدي خطوة منح أوكرانيا صفة المرشّح طابعًا رمزيًا كبيرًا بعد أربعة أشهر على بدء عملية الجيش الروسي العسكرية، الذي لا يزال يتقدّم ويقصف في شرق البلاد.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانيّة أندري يرماك الخميس "ننتظر الضوء الأخضر"، مذكّرًا بأنّ "الهدف الواضح هو انضمام أوكرانيا بالكامل إلى الاتّحاد الأوروبّي". غير أنّ هذه العمليّة قد تستغرق سنوات.
وأصدرت السلطة التنفيذيّة الأوروبّية رأيًا إيجابيًا بشأن ترشّح أوكرانيا قبل أيّام قليلة، بينما تحدّثت فرنسا الثلاثاء عن "إجماع تامّ" بين الدول السبع والعشرين بشأن القضيّة.
وواصل زيلينسكي الذي يُردّد منذ أسابيع أنّ جمهوريّته السوفياتيّة السابقة تنتمي إلى "الأسرة الأوروبية"، "ماراتون الاتّصالات الهاتفيّة" مع القادة الأوروبيين لانتزاع إجماع على قبول طلب انضمام أوكرانيا.
وقد اعتمد على دعم فون دير لايين التي دعت القادة الأوروبيين إلى أن يكونوا "بمستوى المناسبة" عبر الموافقة على طلب كييف.
وفرضت الحرب في أوكرانيا هذا السيناريو الذي لم تكُن تُفكّر فيه دول الاتّحاد الأوروبي. لكنّ عملية الانضمام إلى الاتّحاد تبقى طويلة جدًا بالنسبة لأيّ دولة مرشّحة.
وقال رئيس الوزراء الألباني ايدي راما ساخرًا لدى وصوله إلى بروكسل، إنّ "مقدونيا الشمالية مرشّحة منذ 17 عاما إذا لم أكن مخطئًا، وألبانيا منذ ثماني سنوات. أرحّب بأوكرانيا".
وأضاف "إنّه لأمر جيّد أن تُمنح أوكرانيا الوضع (الدولة المرشّحة). لكنّني آمل ألا يكون لدى الشعب الأوكراني كثير من الأوهام".