من هو المصري الذي أضاء مسجد الرسول؟!

من هو المصري الذي أضاء مسجد الرسول؟!الحرم النبوي الشريف

الدين والحياة25-6-2022 | 11:56

على مدى العصور والأزمان، حرصت مصر على عمارة بيت الله الحرام ومسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمثلما كان يخرج منها محمل الكسوة الشريف قبل موسم الحج لتعلق على جدران الكعبة المشرفة، كان منها أول من أدخل مصابيح الكهرباء في المسجد النبوي الشريف.. فمن هو المصري الذي أضاء مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم؟

قرية طحانوب بالقليوبية في عام 1891م كانت شاهدة على ميلاد أحمد باشا حمزة، الذي بدأ مسيرته بدراسة الهندسة في إنجلترا، ثم عاد إلى مصر ليفتح مصنعا لتحويل زهور الياسمين إلى عطور جذابة، فكان أول مصنع من نوعه في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وانتسب لحزب الوفد حتى صار من أقطابه، حيث تقلد وزارة التموين خلال أربعينيات القرن العشرين، ثم تقلد وزارة الزراعة مطلع الخمسينيات في حكومتين مختلفتين للنحاس باشا.

ومصداقًا لقول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"الخيل معقود في نواصيها الخير"، فقد عُرف عن هذا الرجل الخيّر حب الخيول العربية الأصيلة والعناية بها.

يروي الأثري عماد محرم قصة إنارة المسجد الحرام، قائلا:"في عام 1947 ذهب أحمد باشا حمزة لآداء مناسك الحج والعمرة، وبعد أن أدى الركن الخامس من أركان الإسلام، توجه إلى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ فوجد المسجد النبوي الشريف لا يزال يُضاء بقناديل الزيت ذات الإضاءة الخافتة لدرجة كاد معها أن يكون المسجد مظلما ليلا، فاستاء الوزير من ذلك جدا, ةآلى على نفسه إلا أن يضئ حرم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ" .

وأضاف الخبير الأثري، فور عودته إلى مصر المحروسة، أمر أحمد باشا حمزة مدير مكتبه بشراء عدد من المحولات الكهربائية والمصابيح والأسلاك، وكل ما يلزم على نفقته الشخصية، وقام بإرسالها إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة، وأرسل مدير مكتبه ومعه المهندسين والفنيين والمولدات الكهربائية والمعدات ليكون أول من أضاء وادخل الكهرباء للمسجد الشريف، واستغرقت الأعمال أربعة أشهر وكلها من ماله الخاص، حتى تلألأ المسجد النبوي الشريف، وأُقيم حفل كبير لإضاءة المسجد.

وفى العام التالي، سافر أحمد باشا لأداء مناسك الحج والعمرة، واستقبله أمير المدينة المنورة في استقبال حافل، وهمس في أذن مدير مكتبه ببعض الكلمات، فسأله الأمير ماذا كان يهمس أحمد باشا؟، فقال له مدير مكتبه، انه كان يتمنى أمنية، فسأله عنها، فقال له أنه يتمنى دخول وزيارة قبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الداخل، فقال له إن هذا الموضوع لابد له من أمر ملكي، وانتهى الأمر بهذا.

ويروى د.محمد شتا، مدير مكتب الباشا في مذكراته، أنه فوجئ في اليوم الثاني بالأمير يُخبره بأن الملك وافق على طلب أحمد باشا، فسأله عن الميعاد، فقال له: غدا، وذهب بالبُشرى إلى الوزير الذي طلب أن يمهلوه ثلاثة أيام حتى يستعد للمواجهة الشريفة، وأقام هذه الأيام بالمسجد يصلي، ولما جاء اليوم الموعود دخلوا، ووجد الأرضية مليئة بالرمال ورائحة ذكية تفوح من المكان، فأخذ الباشا حفنة من الرمال وضعها في جيبه، وقام بعد ذلك بوضع نصفها على رفات والده في قبره، وأوصى أن يوضع النصف الآخر معه عند وفاته، وتوفى أحمد باشا حمزة في عام1977م.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2