خيرًا فعل السيد مبروك عطية لو صدق وابتعد، ولا أعتقد أنه سيصدق أو أنه سيبتعد، فمتعة الشهرة والأضواء و الكاميرات وما يتبعها من عائد مادي لا تعطي فرصة لتجعله يعيد حساباته بصدق، على الرغم من قوله إنه قد وجبت الإجازة، لكن إذا لم تكن العودة بعد مراجعة صادقة مع النفس لتبيان ما ارتكبه فى حق ملايين من سيدات مصر والعالم الإسلامي – فإن إجازته المرهونة بأن ننسى لا أن يتراجع – هي مجرد مناورة مكشوفة!
لا يمكن لأحد مهما بلغ شططه أن يتصور أستاذًا جامعيًا ينتمي لأكبر مؤسسة إسلامية تمثل الاعتدال فى الإسلام أو هكذا يفترض أن يصدر عنه ما صدر فى حق كل فتاة وسيدة مسلمة، وقوله بملء فمه عليها أن تخرج من بيتها مثل "القفة"، والله عيب يا رجل! وأي إسلام هذا الذي تتحدث باسمه؟! ومن أين أتيت بمثل هذه الترهات والألفاظ التي يحاسب عليها الدين ويعاقب عليها القانون؟!
ما يردده مبروك عطية لا يجرؤ أن يردده أشد أعداء الإسلام ضراوة، لا يقبله شرع ولا دين، من قال إن المرأة التي كرمها الإسلام وكرمها رب العالمين فجعل من رحمها استمرار الحياة على الأرض وبقاء الجنس البشري، صانعة الرجال وعماد الأمم أن يشبهها بالقفة؟!
ثم كيف جرؤ على أن يبرر للقتلة والمجرمين جرائمهم وكيف يتحمل وزر إدانة ضحية قتلت فى وضح النهار أمام الناس لأنها غير محجبة؟! وهل اقتصر القتل والعنف و التحرش على غير المحجبات؟! والله هذا كذب على الله!
لكن السؤال الذي لم يجب عنه مبروك عطية وأمثاله ممن يسيئون للدين باسم الدين، لماذا تتعرض المرأة المسلمة غير المحجبة للقتل والعنف و التحرش والاغتصاب فى بلاد ال مسلمين وتجد من يدافع عن قاتلها، بينما المرأة العارية فى الغرب الذي يقولون عنه كافرًا تسير كيفما تشاء بأي شكل من الملابس ولا يجرؤ أحد أن يضايقها بكلمة أو حتى بنظرة، وهم غير مسلمين بل منهم ملحدين؟! فهل الرجل فى الغرب أكثر تمسكًا بالقيم والأخلاق أكثر من الرجل المسلم؟!
ليس فى الغرب وحده تتمتع المرأة بالحماية المجتمعية، بل فى بلاد أخرى كثيرة فى آسيا و أفريقيا وأمريكا اللاتينية، فالمرأة تتعرض للعنف لأسباب كثيرة تقع كلها على الجاني وليس من المجني عليهن، كل بلاد الدنيا تدين المجرمين وتعاقبهم وتساند النساء إلا عندنا! كل هذا بسبب هؤلاء الذين ابتلينا بهم ممن اتخذوا من الدين وظيفة!
لهذا أتمنى على السيد مبروك عطية وأمثاله أن يبتعدوا عنا وعن حياتنا لعلها تعتدل بعد أن أفسدوها وأساءوا لبلدهم ولدينهم وتسببوا فى قلب الحقائق وتشويهها، وتضليل بسطاء الناس مستغلين جهلهم، لكن هؤلاء لن يبتعدوا أو يعتزلوا طواعية لكنهم فى حاجة إلى وقفة موحدة من كل الناس والمؤسسات فى مواجهة ما ينشرونه من إفساد وتشويه، أو علينا انتظار الأسوأ.