تمر السنوات ونحتفل بذكرى يوم غالى عزيز على كل مصرى وطنى غيور انه يوم الثلاثون من يونيو ذلكم اليوم الذى خرجت فيه جموع الشعب المصرى لاعادة البلاد الى المسار الصحيح، ذلك اليوم الذى استعاد فيه الشعب زمام الأمور بقيادة جيش قوى أمين يحمى الأرض ويصون العرض داخلياً وخارجياً، ذلكم اليوم الذى أعلنت فيه قيادة قواتنا المسلحة أنها تجنبت خلال الفترة التى سبقت ذلك اليوم الدخول فى المعترك السياسى إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع والاقتتال والفتنة الطائفية وانهيار مؤسسات الدولة، ذلك اليوم الذى شمر فيه الشعب عن ساعديه ليبنى وطناً ، ويفتح آفاقاً للحلم وأبواباً للأمل أمام الملايين من أبناء مصر الشرفاء فى تحد كبير لسماسرة الأوطان سارقى الأحلام .
وقد كان للأزهر الشريف كمؤسسة قومية موقفاً مشرفاً رائداً متمثلاً فى انحيازه الكامل لشعب مصر حفاظاً على وحدته وحُرمة دم ابنائه ، وذلك ليس بجديداً على الأزهر و نهجه الواضح الذى لا ليس فيه التباس .
ان إصطفاف الشعب المصرى بكافة أطيافه خلف القيادة ، لا سيما أبناء الطبقة العاملة التى دائماً ما كانوا فى مقدمة الصفوف دفاعاً عن الدولة ومقدراتها فى كل ما مرت به البلاد من تحديات ، بشعور وطنى لا ينثنى ، فقاموا على حماية المنشآت ضد أى تخريب أو إهمال بل واصلوا الليل بالنهار للحفاظ على ثبات وزيادة معدلات الإنتاج وتوفير كل احتياجات الوطن .
وقد نجحت الدولة المصرية العظيمة برجالها وقياداتها وعمالها الشرفاء فى استعادة الأمن والأمان وبناء الاقتصاد وزيادة معدلات التنمية على كافة الأصعدة و جميع الجبهات. ومنذ ذلك التاريخ الخالد و قد انطلقت مسيرة الشعب نحو البناء بأيادى عاملة طاهرة على كافة الاتجاهات و بقيادة وطنية واعية مستنيرة ، وقوات مسلحة تؤمن بحماية الوطن ومقدراته اولائك الذين قدموا أرواحهم للحفاظ على مصر بمحاصرة قوى الشر و وقف انتشار الإرهاب وملاحقته أينما كان ، فكان هذا اليوم المجيد يوم 30 يونيو يوم القضاء النهائى على كافة المحاولات لطمس الهوية الوطنية للشعب المصرى العظيم .
وثورة الثلاثين من يونيو تُعد نموذجاً مميزاً و وفريداً فى إرادة وإدارة الشعوب للمواقف الصعبة التى تمر بلادهم بها ، فما كان من مؤسسات الدولة الوطنية إلا الإستجابة والإنحياز للإرادة الشعبية مُصدرين للعالم كله مشهداً تاريخياً ، لن تمحوه الأيام من ذاكرة ابناء مصر الذين عاصروه أو عايشوه .
وللعمال دائماً دوراً هاماً فى تنفيذ ودعم كافة القرارات والتشريعات التى تعمل على تحقيق أهداف ثورة 30 يوليو الخالدة ، حيث كان لعمال مصر الابطال دوراً إيجابياً خلال تلك الفترة فقد ساهم هذا الدور مع أدوار كافة المؤسسات فى الحفاظ على تماسك الدولة المصرية الوطنية وهويتها وتطلعها نحو المستقبل .
ودوماً ما يتضح دور عمالنا الشرفاء جنود البناء والتنمية بالاستجابة لنداءات مصر فهم يرفضون اى استجابة لأى من دعاة الهدم بل ويرفضون الانجراف نحو اى شائعة من شأنها العمل على زعزعة الاستقرار و تؤثر فى بيئة العمل داخل المؤسسات والشركات ، ضاربين فى ذلك أروع الأمثلة على اليقظة والوعى ، ساعين نحو تحقيق الإنتاج الذى يعد أحد أهم أهداف ثورة الشعب المجيدة .
ومنذ ذلك التاريخ وعمال مصر يؤكدون أنهم بحق أهم عناصر البناء والتنمية وأنهم عماد الثورة الإنمائية التى تحققت وتتحقق على كافة الإتجاهات ، وهاهم يحققون المستحيل فى إعادة بناء القرية المصرية بناءاً يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان و دعوة القيادة لتحقيق الحياة الكريمة لأبناء مصر والسير بقوة نحو الجمهورية الجديدة .
ويأمل العمال فى المشاركة بقوة فى الحوار الوطنى وتحقيق رؤيتهم فى الحفاظ على مقدرات الوطن تماشياً مع الاستمرار فى اداء واجباتهم والحصول على حقوقهم مجددين الثقة فى قيادتنا السياسية الواعية المستنيرة .
وستظل ثورة الثلاثون من يونيوعلامة فارقة فى تاريخنا المعاصر .....
حفظ الله مصر