القمة الخليجية الأمريكية.. أجندات المصالح وتوجهات حديثة

القمة الخليجية الأمريكية.. أجندات المصالح وتوجهات حديثةسوسن أبو حسين

الرأى2-7-2022 | 09:09

أيام وتعقد القمة الخليجية الأمريكية فى السعودية بعد زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى تل ابيب والضفة الغربية قبل منتصف شهر يوليو، بعد عيد الأضحى يعقبها زيارة إلى السعودية، حيث يلتقى مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وبعدها ستعقد القمة التى تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجى الست، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن، وتأتى هذه القمة للحوار حول الخلافات التى بدت مؤخرًا بين واشنطن وحلفائها بالمنطقة، وتعدد القضايا الخلافية بين الجانبين، والتى من بينها الموقف السلبى لإدارة "بايدن" إزاء حلفاء الشرق الأوسط، قد يكون أهمها تداعيات الحرب فى أوكرانيا التى كشفت عن عدم قدرة واشنطن على إقناع هذه الدول بالانضمام إلى حلفها ضد روسيا.

بينما كشفت الحرب الأوكرانية عن الأهمية التى تحظى بها منطقة الشرق الأوسط فى الحفاظ على توازنات سوق الطاقة عالميًا فى ظل الأزمة الراهنة، كما أن الحديث المتصاعد حول تراجع اهتمام واشنطن ب الشرق الأوسط كان له انعكاسات سلبية على السياسة الأمريكية فى المنطقة، خاصةً أن بعض الأطراف المنافسة لواشنطن، وفى مقدمتها الصين، قد تسعى إلى تعزيز حضورها فى المنطقة استغلالاً لحالة التراجع الأمريكي، وكما تشير الأبحاث والدراسات والتقارير الواردة بشأن هذه القمة فقد ركزت على الأجندة الأمريكية، والتى جاءت فى مقدمتها إعادة صياغة العلاقات الأمريكية - السعودية والتى مرت بأسوأ مراحلها منذ تولى الرئيس بايدن سدة الحكم.

ولذا فمن المتوقع أن يقدم الرئيس الأمريكى للمملكة تعهدًا باستمرار الالتزام الأمريكى الاستراتيجى تجاه الشرق الأوسط وتجاه الشركاء الإقليميين، وللسعودية تحديدًا لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديد الذى يشكله النظام فى إيران من خلال دعمه لميليشيا الحوثى التى تطلق الصواريخ على أهداف مدنية سعودية، وكذلك زيادة إنتاج النفط وتعزيز الاندماج الإسرائيلى فى الإقليم.

ومن بين اهتمامات الأجندة الأمريكية تحجيم التقارب بين الصين ودول المنطقة، حيث يسعى بايدن إلى حرمان بكين من التمتع بتراجع الدور الأمريكى فى المنطقة خلال الأعوام الماضية، وأيضا العمل على استمالة مواقف دول المنطقة بعيدًا عن روسيا.

وأتصور أن التحرك العربى – الأخير والنشاط الذى شهدته مصر باستقبال عدة قمم ثنائية، كانت لمناقشة الأجندة العربية خلال القمة الخليجية الأمريكية وإطلاق مواقف موحدة فيما يتعلق بدعم قضايا المنطقة، وعدم إقحام دولها فى الخلاف الروسى الأمريكى، كما تأتى هذه القمة قبل القمة العربية – الصينية التى من المقرر أن تستضيفها الرياض خلال العام الحالى وقد بدأ التحضير لها بالفعل.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2