مهمة الإعلام بعد 3 يوليو

مهمة الإعلام بعد 3 يوليوسعيد صلاح

الرأى3-7-2022 | 14:00

بين وطنية الإعلام وحياديته تتوه وتسقط أحيانا مسئوليات وواجبات كثيرة.. وتظهر الحاجة إلى تقييد بعض النظريات والآراء الجدلية حول الموضوعية والحيادية - ذلك الحق الذى يراد به باطل - فالحيادية فى تصورى مجرد ادعاء نظرى وربما خيالى لا يمكن تحقيقه، أما التصور الواقعى والمنطقى من وجهة نظرى فهو «المهنية والصدق» المدعومة بالمسئولية الوطنية، فيما يقوم به الصحفى أو الإعلامى من عمل وما يقدمه من رسالة إعلامية.

وتحت مظلة «المسئولية الوطنية» تبدو المسألة واضحة ومحددة، والمهمة معروفة وأقل ما توصف به هو «القدسية» وليس كما يستهوى بعض من يعشقون الانتقاد غير المبرر أن يصفوها بالتطبيل والمجاملة وغيرها من مصطلحات التسطيح والتقزيم.

عقب إعلان 3 يوليو 2013، وإبعاد الإخوان من المشهد السياسى فى مصر الذى دأبوا بكل الطرق على تسميمه، ظهرت فى الصحافة المصرية مصطلحات ورسائل إعلامية موجهة بشكل واضح حاول أصحابها بشتى الطرق تشويه ما قامت به القوات المسلحة من دعم لثورة الشعب وتلبية ندائه، وخلق مظلومية كبرى يتاجرون بها فى الداخل والخارج، الأمر الذى بات معه حتمية وضرورة تفعيل نظرية «المسئولية الوطنية»، وتقييد كل النظريات الموجهة والممولة التى تتحدث عن الحيادية والموضوعية من أجل حماية ما قام به الشعب والجيش من هذا التشويه والنهش الإخوانى الممنهج.

ولم تقتصر المسئولية الملقاة على عاتق الإعلام فى هذه المرحلة على التصدى فقط للنهش الإخوانى فى الإنجاز الثورى للشعب المصرى - ثورة 30 يونيو - وإنما وجد الإعلام نفسه - مع الشعب - فى مواجهة موجة شديدة الشراسة من العنف الممنهج لم يسبق لها مثيل، فقد كان الإرهاب يضرب فى كل مكان، محاولا نشر الفوضى وهدم أركان الدولة، عملا بنظرية «أنا ومن بعدى الطوفان»، و«يا نحكمكم يا نقتلكم» بالإضافة إلى خطر محدق فى سيناء يحاول افتراسها وتحويلها إلى ولاية تخضع لهم تدار بدعم عالمى ومدد يتسرب عبر أنفاق من غزة.

هذه المواجهة الشرسة ما كان يجب فيها سوى ارتداء سترة الانحياز للوطن وتمزيق كل سترة غيرها «فلا موضوعية أو حيادية مع الإرهاب»، وإن كنا قد نجحنا فى مواجهة النهش والإرهاب الإخوانى إلى حد بعيد واستطعنا تثبيت أركان جمهوريتنا الجديدة التى تبنى على أواصر العمل الجاد والوطنى، فإن المواجهة لا تزال مستمرة مع كل محاولات التزييف والتزوير والتشويه التى تحدث كلما علت موجات البناء والتنمية فى الجمهورية الجديدة فالمعركة لا تزال مستمرة ولا يزال معها بناء الوعى الوطنى وحمايته، والانحياز للوطن مستمر.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق