السفير الفلسطيني يمنح رئيس اتحاد كتاب مصر وسام الثقافة والعلوم والفنون

السفير الفلسطيني يمنح رئيس اتحاد كتاب مصر وسام الثقافة والعلوم والفنونجانب من التكريم

ثقافة وفنون6-7-2022 | 17:34

منح السفير الفلسطيني لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير دياب اللوح نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني للشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي رئيس مجلس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب لدوره الكبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في حضور أدباء فلسطين مراد السوداني اليوم وذلك تقديرا لجهوده في دعم القضية الفلسطينية وثقافتها وتثبيتا لحضورها في المشهد الثقافي العربي والدولي ومساهماته الاكاديمية والفكرية بالقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها فلسطين، وذلك في مقر سفارة دولة فلسطين بالقاهرة وذلك بحضور عدد من الكتاب ومستشاري السفارة.

وهنأ السفير اللوح عبدالهادي باسم الرئيس على هذا الوسام الذي يعتبر تقديرا على الدور الكبير الذي يقوم به د.عبدالهادي على المستوى العربي والدولي في دعم القضية الفلسطينية خاصة في المحافل الأكاديمية، والتي توثق تاريخ القضية الفلسطينية والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، معربا عن تقديره لجميع الكتاب والأدباء في مصر والقوى الفاعلة الداعمة لفلسطين والقدس، كما يعتبر رسالة وفاء لشهداء مصر والقيادة المصرية ممثلة بالرئيس عبدالفتاح السيسي ومن الشعب الفلسطيني لشقيقه المصري .

من جانبه، أعرب عبدالهادي عن تقديره للرئيس محمود عباس على هذا التكريم الذي يحمل قيمة خاصة لأنه أتى من شعب مناضل ومن وطن بات رمزا للإرادة والتحدي والصمود، مؤكدا أن فلسطين لها مكانة في قلب كل مصري كونها قضية عادلة وشعبها العظيم يواجه المحتل بإرادة لا تخبو ، كما ثمن دور المبدعين الفلسطينيين في نقل صورة المعاناة الفلسطينية عبر القوى الناعمة لفضح هذا المحتل وتعريته أمام العالم أجمع حتى يرفع الظلم عن هذا الشعب الصامد وتحقيق أمانيه بالاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.وأكد عبد الهادي على دور اتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دعم القضية الفلسطينية وثقافتها المقاومة ومواجهة استرتيجيات الاستلاب التي تستهدف القضية الفلسطينية وثوابتها وثوابت الأمة، مؤكداً على دور المثقفين الفلسطينيين والعرب في تعزيز ثقافة الاشتباك مع الاحتلال وروايته المشوهة.

نص كلمة كلمة الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكرام
سلام من الله عليكم ورحمة وبركة
بدايةً أتوجه بوافر الامتنان والشكر إلى دولة فِلَسْطِين، وإلى فخامة الرئيس الفِلَسْطِيني محمود عباس، على هذا التكريم الذي يُثلجُ صدرَ كلَّ عربي مناضل وكلِّ صاحبِ موقفٍ ومكانٍ في هذا الصراع العادل.
كما أتوجه بوافر الشكر إلى سعادة سفير فلسطين في جمهورية مصر العربية وإلى أعضاء السفارة كافة. وإلى الصديق الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد الكتاب الفلسطيني
والآن دعونا نقفْ دقيقة حدادا على شهداء الأرض والحُلم الفِلَسْطِينِيَّيْن

أؤكد بهذه المناسبة بأن كلّ شهيد أو أسير هو أولى منّي بهذا التكريم، ولكن عزائي أنهم كرموا في وجداني بهذا الوسامِ الذي أحْسَبُ أننا شركاءُ فيه جميعا، كما أؤكد لأبطالنا في الأرض المحتلة أنهم ليسوا وحدَهم بل إن قلوب الأمة وضمائرَ كبارِ كتابها وشعرائها ومفكريها وفلاسفتها وأكاديمييها ومبدعيها الأحرار جميعا تصطف معهم يدا بيد: حاملُ القلم بجوار حاملِ السلاح، محافظة على المقدرات الحضارية العربية ومحدداتِ الضمير الثقافي العربي في ثابت من أغلى ثوابته وهو حق الشعب العربي الفلسطيني في قيام دولته المستقلةِ وعاصمتُها القدس الشريف، فإذا كانت للسلطة السياسية قراراتُها المرحليةُ أو مباداراتُها فإن لسلطان الشعوب مبادئه التي تتمسك بالصواب التاريخي دائما، هذه الشعوب التي لم تتخل يوما عن رفض التطبيع مع المحتل، والوقوف مع الحق الفِلَسْطِيني. وسيظلُّ الاتحادُ العام للأدباء والكتاب العرب بقياداته الفكرية وما تمثله من نخب ثقافية صامدًا وفي صفوفِ المواجهة الأولى لكل السياسات العنصرية والاستعماريةِ التوسعيةِ للكيان الصهيوني ولمحاولاتِه التي لا تتوقف لفرض السيطرة على مقدراتِ شعبنا العربي وثرواتِه.

كما نؤكد في هذا الصدد ثباتَ رؤيةِ المثقف العربي إلى القضية الفلسطينية بصفتها القضيةَ المركزيةَ التي تأتي على رأس القضايا العربية قاطبةً في زمن الالتباس والتخاذل، وأن مقاومةَ التطبيع الثقافي والمعرفي والإعلامي بشكوله كافة هي الثِقْلُ الحقيقي والوازنُ الآن في معادلةِ الأمن القومي العربي، وأن الأوطانَ ليست مجردَ مساحاتٍ من الأرض المعروضةِ للبيع أو الإيجار أو الاستبدالِ أو المساومة، وأن الحقوقَ لا تسقطُ بالظلم والعنف حين تحميها الإرادةُ، ويصونها الحلمُ، ويحرّكُها الأملُ، ويحفظُها الضمير. وأن رسوخَ هذا الموقفِ والثابتِ القوميِّ التاريخي يقع الآن أكثرَ من أي وقت مضى على كاهل المثقفين والكتاب والمفكرين والمبدعين العرب الذين يجب أن يتحملوا بشأنه مسئولياتِهم التاريخيةَ، مهما بذلوا في سبيل ذلك من جهد وتضحيات، ذلك لأن القضيةَ الفلسطينيةَ قضيةٌ إنسانية في مقامها الأول، تُترجمُ موقف الضمير الإنساني حول حق شعب استلبت حقوقُه وأراضيه، وهي على مستوى ثان قضيةٌ عربية يبذلُ العرب المخلصونَ لها منذ عام 1948 حتى الآن ما يبذلُهُ كلُّ فلسطيني، وهي قضية فلسطينية على مستوى ثالث ترتبطُ بحقوق العودة لمن استلب حقُّهم الإنساني في الحياة على أرضيهم المغتصبة.
المجد للشهداء من أوطاننا من آمنوا بالأرض والحق، كي تظل أعناقُنا مرفوعةً بالعزة والكرامةِ والصمود.
السيداتُ والسادة
ليست فلسطينُ ذاك الجذبَ القويَّ الذي يعتريك حين تلفح وجهَك صورةُ طفل وهو يرفع أمام دبابةٍ حجرًا فحسب، ليست فلسطينُ تلك المشاعرَ التي تختزنها دمعة محبوسة في القلبِ حين تُثير فيك الأغاني ذكرياتِ الطفولة والشجن، وليست فلسطينُ ما خطته المدينةُ من ذكريات عابرة ووجوهٍ راحلة، ربما كانت فلسطينُ خطى الكادحين، ربما كانت ذاكرةَ الطريق وما اختزنه الشارعُ الممتد من ملايين الخطى الحالمة، ربما كانتِ النورَ الذي قد يُطعمُ صغارَه في الخفاء، والريحَ الكريمةَ التي تُسقط خُلسةً لطفلٍ جائع برتقالَ الحديقة.ربما كانت صوتَ المنشد الصوفيِّ حين يشجو ومالت منهمو الأعناق ميلا لأن قلوبهم ملأت غراما، ربما كانت هذا القراحَ في أماكنَ مجهولةٍ تجري فيها المياهُ حرةً دون أن تغويها الحفر. فلسطينُ وباختصار شديد فلسطين هي ما يجمع عاشقين..

لَيْتَنِي كُنْتُ سَلِيمًا فِي تَجَاعِيدِ الْكَلام, بَيْنِي وَبَيْنَ حبيبتي خُبْزٌ وَمِلْحٌ؛ بَعْضُ تَارِيخِ الْغِنَاء..
يَا مَنْ تُلاصِقُهَا العُيُونُ وَلا تُرَى, يَا مَنْ تَسَيَّدَتِ التَّسَتُّرَ, وَالخَفَاءَ.. وَحَضْرَتِي عَطْشَى تَحِنُّ لِلَذّةٍ أطْرَافُهَا مَاءٌ, شَجَا, بوضُوئِهَا.. وَهَشَاشَتِي..
لا شَوْقَ يَصْدَأُ فِي الْمَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ بَيْنَنَا.
يقول النفري:
"رأسُ الأمرِ أن تعلمَ مَنْ أنتَ، خاصٌ أم عام، فإن لم يعلمِ الخاصُ أنه خاصٌ هلكْ".
وبكفاح هذا الشعب البطل، أصبحت فِلَسْطِينُ هذا الخاص، وأضحت فكرةً للإنسانيةِ جمعاء، ورمزَ كلِّ نبيلٍ وطريقَ كلِّ صادق.
وأخيرا لم يتراخ المثقف العربي بعامة والمصري بخاصة عن مشاركة الحُلم الفلسطيني، ولم تتوان القيادةُ السياسية المصرية في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخاصة عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني موقفا وعملاً.

يقول ابن عطاء الله "ربما عبر عن المقام من استشرف عليه ، وربما عبر عنه من وصل إليه ، وذلك – ملتبس إلا على صاحب بصيرة" تحيا مصر، وعاش كفاحُ الشعبِ العربي الفلسطينى البطل.

ومن جانبه قال السوداني،:إن هذا التكريم يأتي احتفاء بالمنجز الإبداعي الكبير للدكتور علاء عبدالهادي وبالموقف الوطني والقومي الصلب والذي كان آخره رفض عبدالهادي للتطبيع خاصة في هذه اللحظة الفارقة الذي يشكل المثقف قنطرة مواجهة وإسناد للثقافة والوطنية الفلسطينية التي تواجه الإستراتيجية الذابحة والتي تهدف للقصاء على المشروع الثقافي والوطني الفلسطيني، مؤكدا رفضه لكل سياقات الحصار المطلوبة الذي يراد منه النيل من القضية الوطنية، مؤكدا أننا لدينا حقيقة راسخة في مواجهة رواية نقيضة ومفبركة احتلالية وصهيونية.

وطالب المثقفين المصريين والعرب التصدي لتلك الادعاءات والفبركات من خلال الندوات والمؤتمرات والبرامج الثقافية والعمل الأكاديمي للجامعات لمواجهة كل هذه الاستراتيجيات التي تريد أن تنال من وعي ووجدان فلسطين في هذه اللحظه وأننا ثابتون في فلسطين والآن لحظة تحدٍ كبرى تواجه المثقف الفلسطيني والعربي، و وجودنا في مصر اليوم والتي يقف مثقفوها متراسا في مواجهة محاولات تهميش القضية الفلسطينية والقوى التي تريد ابتلاع وعي ووجدان فلسطين، مطالبا المثقفين العرب والمناصرين للحق الفلسطيني بدعم حق وحقيقة فلسطين في منازلة رواية الاحتلال وزيوفه.

وقال :إن ما قام به اتحاد الكتاب هو دعم مصري كبير للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ودليل على أن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر رئيسا وحكومة وشعبا ونخباً، هي ثابت راسخ في جميع المحافل العربية والدولية.

أضف تعليق