في هذه الأيام تمتلئ القلوب شوقا الى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فما هو الحج المبرور وما هو الحج الفاخر والحج السريع؟
ويجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: الحج المبرور هو الذى يؤديه المسلم خالصا لوجه الله تعالى ويكون ماله من حلال ويلتزم خلال المناسك بأخلاقيات الحج، ولذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر المسلم خلال أداء الفريضة من الانشغال بهموم الدنيا وإغواء الشيطان فيقول: ( من حج فلم يفسق ولم يرفث رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
رحلة الى الله
والحج رحلة الى الله ومطالب من الحاج التفرغ لعبادة الله وطاعته، فإذا التزم وشغل نفسه بالصلاة والطواف والتلبية والذكر والتسبيح وأداء المناسك على وجهها الصحيح تنزلت عليه الرحمات وأنعم الله عليه بالحج المبرور.
لكنه اذا انشغل بهموم الدنيا ومشاكلها وتسلى بالنميمة مع من حوله وأبدى ضجره من المشقة التي يتعرض لها في الحج فليس ثوابه مثل من تفرغ لهذه العبادة.
المظاهر الشكلية
أما الحج الفاخر والحج السريع فهى مسميات ووسيلة لاستنزاف أموال هؤلاء الذين لا يحسنون التصرف في ما انعم الله به عليهم من نعم، فالحج فريضة لا تعرف الرياء ولا المظاهر الشكلية، والاجر والثواب دائما على قدر المشقة، والعبادة التي يخالطها التباهى والتعالى لا تحقق هدفها في حياة الانسان.
التعالى والتفاخر
ان عبودية الانسان لله تقتضى ان يخلص النية لله وان يبتعد عن التعالى بعباداته، فالمسلمون في كل عباداتهم سواسية لافرق بين غنى وفقير، وحاكم ومحكوم، فإذا ذهبنا الى الصلاة فإن مقتضى المساواة يوجب علينا ان من يصل أولا يجلس أولا بغض النظر عن منصبه او غناه أو منزلته في الدنيا فأحيانا يجلس بواب العمارة في الصف الأول وصاحب العمارة في الصف الأخير.
وبما ان المقدرة المالية تتفاوت من انسان الى آخر فالاسلام لا يفرض على من يذهب لأداء الفريضة نمطا معينا من الحياة ولا يلزم الجميع بشكل معين للانفاق، فكل انسان على قدر طاقته.
المساواة بين الناس
لكن ان يشغل الانسان نفسه بأن يقيم في فنادق خمسة نجوم وان يقدم له كل أنواع الطعام والشراب، وان يقيم في خيام مكيفة ويجعل كل هذه الشكليات هي شاغله، كل ذلك يبعده عن المقاصد الحقيقية ل فريضة الحج الى جانب ما فيها من تكليف وطاعة لله هدفها تحقيق التعارف والتآلف والمساواة بين المسلمين..فكيف تتحقق كل هذه المعانى وبعض المسلمون يعيشون في أبراج عالية.