التفكير المفرط هو أحد المشاكل التي تواجه كثيرا من الناس، وربما يؤدي إلى الإجهاد النفسي الشديد أو الأرق وفقدان الشهية والشغف في الحياة، وأحيانا التفكير المفرط يعوق البعض منا في اتخاذ القرارات المهمة والقيام بخطوات إيجابية في مرحلة ما حاسمة في الحياة.
وتقول د.ديانا اسطفانوس، الحاصلة على دكتوراة في المشورة النفسية من جامعة ليدرشيب فلوريدا بأمريكا ودبلومة في المشورة من الهيئة الدولية للمعالجين التكميلية بأمريكا، إن التفكير المفرط هو تدفق مستمر وشديد من الأفكار في المخ بطريقة مزمنة، وأصحاب التفكير المفرط over thinker هم أشخاص غالبا ما تستعيد في اذهانهم الحوارات والأحاديث والمواقف التي مرت عليهم أو الأشخاص الذين يشككوا دائما في كل قرار يتخذوه أو يتخيلوا مواقف كارثية لكل شيء، كل يوم، وربما طوال اليوم، فإذا كنت تعانى من التفكير المفرط فسوف نقدم لكم بعض من الأفكار التى تساعد في التعامل مع هذه المشكلة:
١- الوعي بوجود مشكلة ما :
التفكير المفرط أحيانا يكون بسبب معاناة معينة غير قادرين على مواجهتها أو ذكرى أليمة لا تزال مسجونون بداخلها او ربما مشكلة ما تحتاج إلى حل أو قرار حاسم، لذلك من الضرورى تحديد سبب هذه الحالة، ومعرفة أن التفكير المفرط فى حد ذاته مشكلة وأن هذه المشاعر غالبا تكون وراء هذا التفكير المفرط والمتحكم فيه أيضا، فمن الممكن أن تكون هناك مشاعر خوف، قلق، غضب، توتر، الشعور بالذنب هي السبب وراء التفكير المفرط.
٢- ثق أن الله معك ولن يتركك :
لابد أن يكون لديك يقين أنه مهما فكرت أو دبرت، فالله سبحانه وتعالى له تدبير فى كل شىء، لذا قرر أنك تترك الأمور على الله سبحانه وتعالى طالما فعلت ما عليك.
٣- التعامل مع الفراغ :
من الضروري معرفة أن نفس الإنسان أشبه بالإناء الأجوف أو الخزان الفارغ وأمامك اختياران إما أن تملأ الخزان باشياء مفيدة ومثمرة وجيدة أو أن تملؤه بأشياء سلبية ومضرة، ولذا يتطلب التعامل مع الفراغ النفسي بوجود أهداف تسعى لتحققها، أو مواهب تسعى لتنميها، أو ممارسة تمارين رياضية، سماع موسيقى، كتابة شعر، خواطر، تأليف.
٤- توقف عن الشعور بالندم على الماضي :
من المشاعر التي تحفز التفكير الزائد هو الشعور بالندم سواء الشعور بالندم على خسارة علاقة ما ، رد فعل تجاه موقف ما، الندم على الصمت او عدم اتخاذ موقف في وقت ما، وهنا لابد ان تساعد نفسك في لحظات الندم بانك تطبطب عليها بلطف وتقول لنفسك ان الماضي انتهى ولن يعود وان الندم لا يفيد بل على العكس يؤذي الروح.
٥- البعد عن المثالية واتسم بالواقعية :
من أهم الأشياء التي تدعم التفكير المفرط رفض الواقع والجري وراء المثالية أو "اليوتوبيا" الطوق إلى المثالية او الكمال في العلاقات، العمل، او حتى مع انفسنا، ولذا حاول التعامل بوعي مع المثالية وتقبل نفسك ولا تطالبها بالكمال، ولا تضع نفسك فى مقارنة، وحاول ان تكون واقعي في توقعاتك واحكامك وابعد عن المثالية قدر الإمكان.
وأخيرا تؤكد د.ديانا اسطفانوس، أن تمارين التنفس والاسترخاء تساعد الإنسان على التواصل مع ذاته جيداً، كما أنها تساهم فى تحقيق الهدوء والتحرر من الضغط النفسي.