تحفيظ البراعم القرآن الكريم في جميع المحافظات.. «الرواق» هدية الأزهر لأطفال مصر

تحفيظ البراعم القرآن الكريم في جميع المحافظات.. «الرواق» هدية الأزهر لأطفال مصرتحفيظ البراعم القرآن الكريم

الدين والحياة18-7-2022 | 09:10

مصر بلد الأزهر حملت لواء الدفاع عن الإسلام، وفيها نشأ أعظم من قرأ القرآن الكريم أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصري، الذي لا يزال صوته يجوب الأرض من مشرقها إلى مغربها وبه يستعين الأطفال لحفظ القرآن، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي جاب العالم تاليًا لآيات الذكر الحكيم، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود على البنا وغيرهم الكثير.

وقبل أسابيع أعلن الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إطلاق أنشطة رواق الأزهر لتحفيظ البراعم القرآن الكريم، والتي تنتشر في جميع المحافظات لتعم الاستفادة على أبنائنا الصغار، فتهافت الناس وتسابق الجميع لحجز مكان في رواق الأزهر لحفظ القرآن الكريم، ليصل عدد المسجلين أكثر من 500 ألف طفل في مختلف المستويات في غضون أيام تم تصفيتهم حسب الشروط التي تم الإعلان عنها.

أكد د. هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، أنه منذ تدشين رواق الطفل الذي وصل إلى 507 أروقة بجميع المحافظات، والإقبال والتسجيل لم يكن متوقعًا، مشيرا إلى أن الأعداد كانت ضخمة للغاية، ما يدل على تعطش وتشوق المصريين لكل ما هو أزهري، موضحا أن المصريين وغيرهم من الوافدين يثقون فى مؤسسة الأزهر، ويسعون إلى انتساب أبنائهم إلى قلعة الوسطية التي تعلو وتحفظ القرآن الكريم، لافتا إلى أن هذا الإقبال ربما يضطرنا إلى عمل مراحل أخرى لقبول أعداد الأروقة فى المحافظات.

وأضاف أن رواق الطفل سيكون فى أغلب المعاهد الأزهرية المنتشرة بكل قرية ومركز ومدينة، بحيث تكون أبعد مسافة بين كل رواق والآخر لا تزيد على 6 كيلو مترات، حتى يستفيد قطاع عريض من المواطنين فى ربوع الوطن، موضحا أن الهدف من إنشاء الرواق ترسيخ الأزهر لمرجعيته العالمية، وإرساء ريادته التاريخية واستعادة دوره الحضاري، ويعد الرواق خطوة واقعية ضمن الجهود المبذولة على طريق استعادة الأزهر لمكانه ومكانته، وإحياء للمسئولية التلقائية المشتركة بين الشعب ومعهده العريق من خلال هذا التواصل المنشود، مؤكدا أنه لطالما تحمل الأزهر مسئوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة كلها، فسيظل ضميرا حضاريا، ومرجعا علميا أساسيا ومنبرا دعويا صادقا أبد الدهر.

وشدد عودة على أن هناك ضوابط للعمل فى الرواق الأزهري، وخطة موضوعة وآليات، ولائحة منظمة يتم العمل على تطبيقها، ما يساعد على تسهيل الأمر على الدارسين والمحفظين، ف الأزهر يعي أهمية التنشئة السليمة للطفل، حيث إن هذه المرحلة السنية يكون التعليم فيها كالنقش على الحجر، وأن قوة الحفظ لدى الطفل قوية جدا وفى أعلى مراحل التركيز.

وتابع: «رواق الطفل يهدف إلى إتقان مهارات القراءة والكتابة، خصوصا أهم الكتب وأشرفها على الإطلاق وهو القرآن الكريم، والتغلب على صعوبات القراءة والكتابة، والتشجيع على حفظ القرآن فى سن مبكرة، والتدريب على إجادة الخط العربي وتعلم فنونه ومهاراته وربط الطفل بلغته منذ الصغر، وامتلاك الطفل المميز بين الكتابة العادية والرسم العثماني للمصحف الشريف، وتعلم نطق مخارج الحروف الصحيحة».

واستطرد: «أن الطفل يبدأ من سن الخامسة، فى المستوى الأول: حفظ القرآن بالتدرج، وتعلم شكل الحروف ورسمها وكتابتها من خلال كراسة معدة لهذا الغرض، وفى المستوى الثانى: يتم تحفيظ آيات وسور وأجزاء حتى يصل إلى سن العاشرة أو الثالثة عشرة وقد ختم حفظ القرآن الكريم حفظا وتجويدا، موضحا أن الدراسة تكون من 3 إلى 4 أيام «ساعتين» فى المساء حتى لا تتعارض مع الدراسة، وتكون عن طريق الحضور المباشر، لافتا إلى أن المدرسين سيكونون من المحفظين المعتمدين ب الأزهر الشريف، والمواد التربية ستكون عن طريق الوعاظ وأساتذة جامعة الأزهر».
وعن الشروط التي تم بناء عليها اختيار الأطفال الذين التحقوا بالرواق، قال عودة: «ألّا يقل عمر الطفل المتقدم فى أي مستوى عن 5 سنوات ولا يزيد على 13 سنة عند التقديم، وأن يعقد اختبار للطفل المتقدم لتحديد المستوى، وأن يتم تسكين الطفل على المستوى المناسب له، وأن يلتزم الطفل بالحضور ب الرواق بنسبة لا تقل عن 80%، والالتزام بآلية التقييم والاختبارات المتبعة ب الرواق «اختبار شهري، اختبار نهاية المستوى، اختبار نهاية البرنامج»، ولا يتم الانتقال من مستوى إلى الذي يليه إلا بعد اجتياز الطفل الاختبار المعد لذلك».

وشدد على أن هناك جدول مستويات لرواق الطفل:

المستوى الأول: 5 سنوات – 6 سنوات ونصف الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة: «معرفة الحرف – شكل الحرف – الحركات».
المستوى الثاني: من 6 سنوات ونصف – 7 سنوات ونصف، حفظ جزء من القرآن
المستوى الثالث: من 7 سنوات ونصف – 8 سنوات ونصف، حفظ جزأين من القرآن
المستوى الرابع: من 8 سنوات ونصف – 9 سنوات ونصف، حفظ 3 أجزاء
المستوى الخامس: من 9 سنوات ونصف حتى 10 سنوات ونصف، حفظ 5 أجزاء
المستوى السادس: من 10 سنوات ونصف – 11 سنة ونصف، حفظ 10 أجزاء
المستوى السابع: 11 سنة ونصف حتى 12 سنة ونصف، حفظ نصف القرآن
المستوى الثامن: 12 سنة ونصف حتى 13 سنة، حفظ 20 جزءا
المستوى التاسع: من 13 سنة، حفظ 25 جزءا
المستـــــــــوى العاشر: 13 سنة، حفظ القرآن كاملا.

وأكد الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، أن أفضل طريقة فى تحفيظ الأطفال القرآن هي قراءة الترديد، حيث يقرأ المعلم الآيات المراد قراءتها ويقوم الأولاد بالترديد خلفه التي قرأها المحفظ، وتعتمد على ترديد المحفظ الآية أكثر من 10 مرات نطقا صحيحا مراعيا فيها الأحكام وتلاوة القرآن الكريم، ثم يقوم المعلم بتلاوة الآية التي تليها مع ترديد الطلاب وبعد ذلك يقوم الأطفال بقراءة الاثنين معًا.

وتابع: «فى اليوم التالي يقوم المعلم بتسميع الآيات السابقة، ثم يعطيهم السورة التي تليها «سورة جديدة» وبعد ذلك يقوم بتسميع الماضي، وفى السور الطويلة كـ»البينّة» أو «العلق» يقوم المحفظ بتجزئة الآيات بمقدار 5 آيات يوميا على حسب المنهج المقرر بحيث ينتهي من الحفظ فى المدة المقررة.

وأشار إلى ما يسمى بتلاوة الطلاب المجيدين «المتميزين» ويقوم بالقراءة ويردد خلفه زملاؤه، حتى انتهاء السورة، موضحا أن البرنامج تم وضعه بمقدار معين بمعدل ساعتين يوميا «6 ساعات أسبوعيا»، بحيث ينتهي الطلاب من جزء «عم» فى 72 ساعة بما يتناسب مع استيعاب الطفل، وهناك تشجيع للطلاب بمنحهم جوائز مالية وحلوى يمنحهم إياها الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق.

واختتم: «تم اختيار الطلاب بداية من سن الخامسة لأن الطلاب مطالبون بالكتابة، حيث يقوم الأولاد بكتابة الآيات، وتمت مراجعتها وتكون مكتوبة بالرسم العثماني، فلا بديل عن السبورة فى التحفيظ، كما أن التحفيظ بطريقة «أون لاين» مرفوض، لأنه لابد من الحفظ بصورة مباشرة من أجل ضبط مخارج الحروف وتقرأ أمامهم ليقلدوك وتردهم حال الوقوع فى الخطأ وتبين لهم الأحكام».

وقال حسن محمد، ولى أمر أحد الطلاب، إنه حرص على أن يلتحق ابنه ب الرواق ليحفظ القرآن بشكل سليم، خصوصا أنه يمنّي نفسه بأن يتم طفله القرآن ويكون من حملة كتاب الله ما يساعده بأن يكون ولدا صالحا لا يخاف عليه من الحملات الممنهجة لتدمير عقول أطفالنا من أغانٍ ومسلسلات وأفلام كرتون مدبلج، فالقرآن خير حافظ.

واتفق معه محمد عبد الفتاح، من سكان القاهرة، معربا عن سعادته بالتجربة التي يتمنى أن يكتب لها النجاح وتعمم على مستوى الجمهورية على نطاق أوسع، وقال: أطفالنا هم مستقبلنا، تربية النشء والحفاظ عليه من أصعب الأمور التي نواجهها الآن فى ظل التطور التكنولوجي الهائل، فالطفل أصبح مدمنا للألعاب الإلكترونية والجلوس أمام «اليوتيوب» فحفظ الطفل للقرآن يحفظه.

أضف تعليق