مصابيح شوارعنا

مصابيح شوارعناسعيد صلاح

الرأى18-7-2022 | 09:15

جاء بايدن المتعجرف إلى المنطقة باحثًا عن براميل النفط العربى لينقذ بلاده وحليفتها العجوز أوروبا التى باتت متعطشة تتلهف لكل نقطة نفط لإنقاذها من أزمتها التى وصلت بها إلى أبواب حقبة ليست قصيرة من "السنوات العجاف".

جاء جو بايدن الذي أعلن أكثر من مرة خلال الحملة الانتخابية، أن منطقة الشرق الأوسط ليست على رأس اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية.. جاء بايدن إلى البلد التى قال إنه سيجعلها "منبوذة"، جاء إلى السعودية، جاء كما قال على متن طائرة من إسرائيل إلى جدة مباشرة وهي سابقة لم تحدث من قبل وتحمل فى طياتها من خلال- الـ 38 مليار دولار الخاصين بالسلاح - دعما كبيرا للكيان الصهيوني فى المنطقة وتقوية شوكته التى ما تزال مغمدة بسمها الناقع فى ظهر العرب جميعا، وملاعبة لأصوات الناخبين اليهود واللوبي الصهيوني فى الداخل الأمريكي، وكاشفة عن عمق العلاقة بين واشنطن وتل أبيب التى كانت قبل أيام تستقبل رئيس وزراء جديد لها.

جاء بايدن إلى المنطقة ليضيف من وجهة نظري، رقمًا قياسيًا جديدًا فى سلسلة إخفاقاته، والتي كان آخرها فشله فى حشد حلفاء من غير دول "الناتو" ضد روسيا فى عملياتها العسكرية بأوكرانيا وضد الصين أيضا والتي فشل فى جمع حلفاء جدد ضدها خلال جولته الأخيرة فى منطقة المحيطين الهندي والهادي، فقد كانت مواقف قادة الدول فى تلك المنطقة تلاحقه دائمًا بعنوان عريض يقول "لا مصلحة لدولنا فى استعداء الصين".

أعتقد أن عودة بايدن إلى المنطقة بهذا الوجه المكشوف محاولا إضاءة مصابيح شوارع بلاده، بثروات بلاد انطفأت مصابيح شوارعها وغرقت فى الدماء بفعل مخططات "الخريف العربي" التى خطط لها هو وسابقوه، يجب أن يقابلها وجها تحمل قسماته تعابير الندية والاتفاق على موقف وقرار وهدف عربي واحد، وأن تكون الرسالة الباقية فى ذهن صاحب هذا الوجه المكشوف أننا لم نعد نوقع "شيكات على بياض" وهدفنا ومصلحتنا "العربية" فوق كل المصالح والأهداف، إننا نعلم جيدًا أين مصلحتنا ومع من تكون وكيف يمكن أن نحققها وكيف يمكن أن نحميها، وأى الأحلاف والتحالفات يجب أن ندخل فيها، وأيها يجب أن نرفضها ونبتعد عنها، استوعبنا عبرة السفينة العملاقة "تايتنك" التى رفضت أن تغرق وحدها، بل حرصت على سحب حمولتها بما فيهم الربان إلى أعماق المحيطات، ولم ينج من حطامها أحد باستثناء من غادرها فى وقت مبكر على قوارب النجاة وابتعد عنها.. سنحافظ على "مصابيح شوارعنا" مضاءة.. ولن نغرق أبدًا..

حفظ الله الوطن العربي..

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2