بعد 70 عاماً.. هل ظلمت السينما ثورة يوليو ؟!

بعد 70 عاماً.. هل ظلمت السينما ثورة يوليو ؟!ثورة يوليو

ثقافة وفنون19-7-2022 | 14:41

لاتزال الأفلام التي عبرت عن فرحة المصريين ب ثورة يوليو 1952 هي المرجعية الأساسية عن الثورة المجيدة في وجداننا وذكرياتنا على مر الأجيال، سواء كانت تلك الأفلام التى مهدت ووثقت لوقائع وظروف وأحداث الثورة وأظهرت الوضع الاجتماعى المختل والتفاوت بين الشعب والأسرة الحاكمة، مثل "الباب المفتوح" لفاتن حمامة، و"بورسعيد" لفريد شوقي، وهدى سلطان، و"الأيدي الناعمة" لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار، و"رد قلبي" لشكري سرحان ومريم فخر الدين، و"الله معنا" لعماد حمدي .


أو الأفلام التي تناولت الوضع السياسى للدولة الملكية والفساد الذى أدى للهزيمة فى حرب 1948، وصفقة استيراد الأسلحة الفاسدة، مثل أفلام: "غروب وشروق"، و"القاهرة 30"، و"بداية ونهاية"، و"في بيتنا رجل".


بعد مرور 70 عاماً على قيام ثورة يوليو المجيدة، هل نجحت السينما بالفعل فى التعبير عن التأثيرات الضخمة التي أحدثتها الثورة فى المجتمع المصري أم أنها ظلمت الثورة، وهل هناك جديد يمكنه أن تقدمه عنها حتى الآن؟


في البداية تجيب الناقدة ماجدة خيرالله عن السؤال، فتقول إن السينما لم تفهم ثورة 23 يوليو إلا بعد حوالى 25 سنة من قيامها، عندما أصبح تقدمها بشكل أكثر حيادية وموضوعية، وبما فيها من سلبيات وإيجابيات، لكنها كانت فى البداية لسان حال الثورة المؤيد لها على طول الخط، وكانت تفتقد كثيراً للدقة التاريخية .


وتكشف "ماجدة"، أن رواية «رد قلبى» التي كتبها الأديب الراحل يوسف السباعي جاء فيها أن الرئيس محمد نجيب هو من قام بالثورة، عكس ما جاء فى الفيلم بأن من قام بها هو الزعيم جمال عبد الناصر أو الضباط الأحرار، وأن الأديب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس كتب قصة فيلم "الله معنا"، وكان يدافع عن الثورة، قبل أن يهاجمها فى بعض قصصه ورواياته ومقالاته لاحقاً مع أنه كان صديقًا شخصيًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.


من جانبها، قالت الناقدة ماجدة موريس، إنه عندما انطلقت الشرارة الأولى للثورة، كانت السينما المصرية قد قطعت شوطا كبيرا فى ازدهارها، حيث شهد الفيلم المصري نشاطاً ورواجاً متزايداً، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية التي أسهمت فى انتشار الفيلم المصري فى جميع الدول العربية وإثيوبيا والهند وباكستان واليونان وأميركا.


وكان لا بد للسينما أن تتفاعل مع الأفكار الجديدة التي حملتها الثورة، فانطلقت إلى سلسلة من الأفلام الوطنية بدأتها بفيلم أنتج قبل الثورة ولم يعرض إلا بعد قيامها وهو فيلم «مصطفى كامل»، ثم توالت أفلام «الله معنا» لأحمد بدرخان، «رد قلبي» لعز الدين ذو الفقار.


وأضافت أن سينما الثورة ارتبطت بأسماء مجموعة من المخرجين الكبار، ومن بينهم المخرج الراحل «صلاح أبو سيف»، والذي يعتبر من الجيل الذي واكب الثورة، وكان لها دور كبير فى توجهاتهم الفكرية مثل عز الدين ذو الفقار، حسن الإمام، عاطف سالم، كمال الشيخ، وكان أبو سيف من أكثر المخرجين إيماناً بأهمية قيامها مجسدا ذلك من خلال أفلام رائعة مثل «بداية ونهاية» عام 1960 عن رواية الأديب نجيب محفوظ .


ورصد "أبوسيف"، تفاعلات العلاقات الاجتماعية فى ذلك الوقت وعلاقة الإنسان الفقير بمجتمعه، أيضا فيلم «القاهرة 30» الذي قدم شخصية محجوب عبد الدايم الانتهازي الذي يلتحق بالعمل بمكتب وكيل الوزارة وزواجه من فتاة فقيرة يقدمها للباشا ليحصل بالمقابل على منصب أعلى، راصدا فساد عصر ما قبل الثورة.


كما كان للمخرج عز الدين ذو الفقار دور مهم فى دعم الثورة، حيث أخرج العديد من الأفلام الوطنية التي رصدت عصر ما قبل الثورة لتؤكد أهمية قيامها مثل «رد قلبي» الذي يعتبره كثيرون من أنجح الأفلام الوطنية التي ظهرت فى هذه المرحلة، والذي كتب قصته يوسف السباعي وهو ضابط سابق ووزير ثقافة راحل، وأخرجه عز الدين ذو الفقار.


وعن التأثيرات الكبيرة ل ثورة يوليو فى تركيبة المجتمع المصري، قال المخرج مجدي أحمد علي، إنه مع ترسيخ الثورة لأقدامها، شهدت السينما حراكا حقيقيا، فأخذت على عاتقها مهمة محو الأمية الثقافية والسياسية، وتبنت الأفكار التي أتت بها الثورة، خاصة بعد أن تم إنشاء المؤسسة العامة للسينما التي تولت إنتاج العديد من الأفلام ذات التوجه السياسي مثل غروب وشروق، الفتوة، اللص والكلاب، بورسعيد، جميلة بوحريد، باب الحديد، الحرام، البوسطجي وغيرها، حيث استهدفت الثورة كسر الحاجز الطبقي بين أبناء الشعب الواحد وتبصيرهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2