يمر اليوم 94 عاما على ميلاد ملك الموال والأغنية الشعبية الفنان الكبير محمد رشدى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 20 يوليو من عام 1928 ليكون أحد عمالقة الغناء الذين غيروا فى شكل الأغنية الشعبية ، وينافس عمالقة الغناء فى عصره ويحجز لنفسه مكاناً مميزاً بينهم ليبقى فنه عابراً للأجيال.
وكشف طارق محمد رشدى تفاصيل بدايات والده وأول خطواته فى طريق الفن، وقال طارق خلال برنامج حكايات زينب :" والدى اسمه محمد محمد عبدالرحمن الراجحى من مواليد كفرالشيخ رشيد فى 20 يوليو عام 1928، وانتقل بعد ذلك مع أسرته إلى دسوق وهو فى سن 10 سنوات وتعلم فى كتاب القرية، وعشق الغناء بسبب حبه لليلى مراد ، وكان يحرص على سماع الفرق والمنشدين فى الموالد ومنها مولد سيدى إبراهيم الدسوقى واستفاد بهذا المخزون فيما بعد، ثم بدأ يغنى فى حفلات القرية وذاع صيته فى البلد وغنى فى بيوت كبار العائلات».
كانت النقطة الفاصلة فى حياة محمد رشدى عندما غنى فى بيت فريد باشا زعلوك، أحد أعيان دسوق، ووعده الباشا أن يرسله إلى القاهرة للدراسة فى معهد الموسيقى إذا نجح فى البرلمان، وبالفعل نجح الباشا وأقام الاحتفالات وجاءت كوكب الشرق لتغنى فى الحفل.
يحكى ابن محمد رشدى عن هذه الحفلة التى جمعت والده بكوكب الشرق: «فريد باشا قال للست أم كلثوم عندى صوت حلو عاوزك تسمعيه، وبالفعل غنى أمامها والدى وكان عمره حوالى 15 سنة أغنية «يا أتوموبيل يا جميل محلاك» للمطربة ملك، وبعد أن انتهى نادته كوكب الشرق، وقالت له وطى كدة هاقولك حاجة، وهمست فى أذنه: اسمه اتوموبيل مش يااتومبيل يا فلاح، انطق صح وهزرت معاه، وقالت لعضو البرلمان حرام الولد ده يقعد هنا لازم ينزل مصر ويلتحق بمعهد الموسيقى وهو ما حدث».
يشير ابن محمد رشدى إلى أن أهل البلد قرروا أن يرسلوا رشدى ليشق طريقه الفنى فى القاهرة، وأن ينزل إلى أحد أبناء قريته واسمه أحمد المنشاوى وكان يعمل فى مكتب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وبالفعل جاء رشدى مع أحد أهالى القرية للقاهرة و توجه إلى مكتب موسيقار الأجيال ليقابل أحمد المنشاوى الذى ظن أنه يحتل مكانة ومركزًا مهمًا فى مكتب عبدالوهاب، ولكنه اكتشف أنه فراش فى مكتب موسيقار الأجيال.
وتابع الابن: «خلال هذه الفترة شاهد والدى الكثير من النجوم الذين يترددون على المكتب، ومنهم شادية ونجاة وفاتن حمامة مع والدها، وفى إحدى المرات قال والدى للمنشاوى نفسى أتفرج على مكتب الأستاذ، فسمح له، ودخل أبى وتحسس المكتب والكرسى وتمثال بيتهوفن ووجد ورقة فى سلة المهملات مكتوب فيها أغنية، واستأذن المنشاوى أن يأخذها، فقال له ما دام الأستاذ رماها يبقى مش عاوزها»، كانت هذه الأغنية مفتاح محمد رشدى لدخول الإذاعة وكانت اسمها «سامع وساكت ليه»، ولحنها لنفسه ودخل بها امتحان الإذاعة واجتاز الاختبارات بهذه الأغنية.
وقال الابن «عندما علم مؤلف الأغنية اشتكى والدى واستدعى الإذاعى على فايق زغلول والدى، وطلب منه أن يتفاهم مع المؤلف، وبالفعل قابله، فسأله المؤلف معاك 2 جنيه، فقال أبى لا، فقال هل معك ساعة، ولم يكن أبى يمتلك ساعة، فطلب منه المؤلف أن يكتب له وصل أمانة بـ2 جنيه».
وكشف الابن أن والده تقدم لامتحان الإذاعة هو والعندليب ولكن نجح رشدى ورسب حليم فى أول مرة.