قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها هو الأول من نوعه تناول صحة المهاجرين واللاجئين حول العالم وأصدرته المنظمة اليوم الأربعاء في جنيف، إن المحصلة الصحية لهؤلاء تعتبر متدنية وسيئة قياسا بالمجتمعات المضيفة لهم خاصة عندما تكون ظروف العمل والعيش دون المستوى المطلوب.
وحذرت المنظمة من أن هذا الوضع قد يترتب عليه عواقب فادحة تضعف من احتمالات بلوغ العالم أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة لهذه الفئات السكانية.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس ادهانوم خلال التقرير ، أن هناك نحو مليار مهاجر حول العالم أى واحد من كل ثمانية أشخاص من سكان الكوكب ، ولفت إلى أن اللاجئين والمهاجرين لا يزالون من أكثر الفئات المهملة والضعيفة في العديد من المجتمعات ، ودعا إلى اتخاذ إجراءات جماعية وعاجلة لضمان حصولهم على خدمات الرعاية الصحية المراعية لاحتياجاتهم .
وقال التقرير إن صحة اللاجئين والمهاجرين ليست اسوأ من صحة السكان المضيفين بالفطرة ولكن يعود تردى الحصيلة الصحية لهم إلى تدنى مستويات المحددات المتعددة للصحة مثل التعليم والدخل والسكن والحصول على الخدمات وهو ما يتفاقم بفعل الحواجز اللغوية والثقافية والقانونية وغيرها ، ولفت التقرير إلى أن تجربة الهجرة والتشرد عامل رئيسي في صحة هؤلاء الأشخاص .
وأشار إلى أن البيانات أظهرت أن عددا كبيرا من العاملين المهاجرين البالغ مجموعهم حوالى 169 مليون عامل مهاجر حول العالم يزاولون مهنا قذرة وخطرة وشاقة ويتعرضون للحوادث والإصابات المهنية المرتبطة بالعمل أكثر من نظرائهم غير المهاجرين .
وأكد التقرير أن الافتقار إلى بيانات قابلة للمقارنة عن صحة اللاجئين والمهاجرين بين البلدان كثيرا ما يعرقل وضع سياسات وأطر تتناول وتلبى الاحتياجات الصحية لهم .. ودعت المنظمة الدولية إلى إعادة توجيه النظم الصحية الراهنة نحو خدمات صحية متكاملة وشاملة للاجئين والمهاجرين وفقا لمبادئ الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة .
ولفت التقرير إلى الدور الذي قام به المهاجرون واللاجئون في المجتمعات التي تعتمد عليهم في مجالي الطب والتمريض، وأكد التقرير أنهم قدموا إسهامات استثنائية في مواجهة جائحة كورونا وكانوا في الصفوف الأمامية للمواجهة ، وشدد التقرير على أن ادماج اللاجئين والمهاجرين يشكل استثمارا مفيدا لتنمية المجتمعات ورفاهيتها في جميع أنحاء العالم.