تحتفل الدولة المصرية بالذكرى السبعين ل ثورة 23 يوليو 1952، والتى استطاعت أن تعيد الهوية الوطنية للدولة المصرية بعد غيابها بسبب الاستعمار و الحكم الملكى الذى جعل خيرت البلاد فى يد فئة محددة وباقى الشعب محروم منها، إلى أن جاءت الثورة وحققت المساواة بين الجميع ووزعت الخير على الشعب المصرى كافة.
لتظل ثورة 23 يوليو 1952 واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث بما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة فى مصر، وخاضت مصر فى تلك الفترة معارك ضد الاحتلال، والاقطاع والرأسمالية والنظام الملكى.
فكانت الثورة على يد ضباط الجيش المصرى، أبناء المصريين أصحاب الهوية المصرية، واحتضنهم وثورتهم الشعب المصرى بأكمله لكونهم أبنائه وأشقائه وأبائه.ثورة 23 يوليو
بيان الثورة
ونجحت الثورة بقيادة الضباط الأحرار، فى تحرير مصر من الاستعمار الأجنبى، ففى صباح يوم 23 يوليو تمت إذاعة بيان الثورة التالى من دار الإذاعة المصرية، والذى تلاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وجاء كالتالى:-
اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج، والترحيب. مجلس قيادة الثورة
بداية عصر جديد مشرق
لتقرر مصر منذ ذلك الموعد بناء التاريخ وتغيير مساره إلى شكل أفضل يصون كرامة مصر والمصريين، ويتم الإعلان عن انتهاء عهود الاستعباد، وبداية عصر جديد مشرق فى تاريخ مصر والعرب ومنطقة الشرق الأوسط، بل ولدول العالم الثالث كلها.
وتبقى ثورة 23 يوليو نقطة فارقة فى تاريخ مصر، تلك الثورة التى أعادت لمصر ريادتها فى قيادة عمليات التحرر من النفوذ الاستعمارى الذى ألقى بظله الثقيل على المنطقة، وربما هذا ما جعل من الثورة المصرية الخالدة هدفا لسهام أعداء الحرية ومصاصى دماء الشعوب من قوى الاستعمار، إضافة إلى المنتفعين من أنظمة ملكية كانت قد فقدت أهليتها بالداخل.ثورة 23 يوليو
إبراز الهوية المصرية
واستطاعت الثورة تقديم القوى الناعمة المصرية وإبراز الهوية المصرية بين شعوب العالم، وجلعت من مصر رائدا فى العلوم والفنون والآداب، والأهم فى حركات التحرر، وكان الإنسان المصرى أعظم منتجات ثورة 23 يوليو، ليساهم بعدها معلما وطبيبا ومهندسا وحتى عاملا وحرفيا فى الدول العربية.
وكان من أهم مبادئ الثورة هو التكامل بين الوطنية المصرية والقومية العربية فلا طغيان لواحدة على الأخرى ولا مقايضة بينهما ولا تفضيل لهذه أو تلك، بل عمق التلازم بى الهويتين والدائرتين، إذا لا سبيل إلى الوحدة العربية إلا بتعزيز الوحدة الوطنية وصونها من كل محاولات الاختراق، ولا تحصين للوحدة الوطنية إلا بتأكيد الانتماء القومى الجامع لأبناء القطر الواحد.
انتماء للشعب وقرارات لصالحه
وانتمت الثورة بشكل مباشر إلى الشعب المصرى وراحت القرارات كلها تصب فى صالح المواطن البسيط، ومن أشهر هذه القرارات كان قرار الإصلاح الزراعى وقرار مجانية التعليم، وبعد ذلك تأميم قناة السويس لاستكمال بناء السد العالى، الذى استفادت منه مصر أكبر استفادة.
وجاءت الأغنية الوطنية التى تعتبر مكونا أصيلا وموروثا ثقافيا حاضرا مع كل الأحداث التى مرت بها مصر، لتؤكد على الهوية الوطنية.