ذراعا الفقراء بين جذب وشد الأوبئة والحروب

ذراعا الفقراء بين جذب وشد الأوبئة والحروبحسين خيرى

الرأى25-7-2022 | 08:43

قفزات مرعبة فى ارتفاع عدد فقراء العالم فى متوالية هندسية لا تتوقف، فقد خلّفت جائحة كورونا سقوط أكثر من 150 مليون شخص فى براثن الفقر المدقع، حسبما ذكرته إحصائية البنك الدولي، ويقدر البنك الدولي دخل الفقير المدقع بأقل من 1.90 دولارًا فى اليوم، وما إن بدأ شبح كورونا يتلاشى تدريجيًا، إلا واشتعلت حرب يُعد لها منذ ولاية أوباما، ويتضاعف معها معاناة ملايين الفقراء.

وفى تناقض غير معقول تخبرنا الصحف عن ارتفاع مستويات الفقر فى روسيا وأوكرانيا، ومن ناحية أخرى يتفاقم وضع الفقراء على مستوى العالم بشكل جنوني، حتى وصل حالهم إلى السقوط، وترصد الصحف الدولية عدد الروس ممن هم تحت خط الفقر بنحو 20 مليون شخص.

و أوكرانيا الطرف المقابل نشرت عنها شبكة البلقان الإخبارية تعاظم الشعور بالبؤس لدى المواطن الأوكراني، وهذا برغم التدفق الكبير من المساعدات الأوروبية والأمريكية على حليفهم الأوكراني.

والسؤال الحائر الذي نبحث له عن إجابة وافية عند اشتعال أي حرب كبرى، لماذا لا تكون التداعيات الكارثية للحرب دافعًا مؤثرًا على جميع أطرافها فى عدم المضي فيها؟!

وكان عدد فقراء العالم قبل جائحة كورونا والحرب الأوكرانية ما يقرب من 3 مليارات نسمة، من إجمالي 6 مليارات نسمة هم عدد سكان العالم، وغالبية هؤلاء الجوعى يعيشون فى الدول النامية، والتي يُحرم 33% من أهلها من المياه الصالحة للشرب، ويموت 35 ألفا من أطفالها يوميًا من الجوع والمرض.

وتحديات الفقر تجاوزت المعروف عنها من تدني مستوى المعيشة إلى فقر فى قدرات هذه الدول، ويبرز على رأسها إهمال التعليم وتفشي الأمية وتراجع فرص العمل، ويبدو أن ذراعي الفقراء أصبحا بين شد وجذب الأوبئة والحروب إلى أجل غير مسمى.

ويقر مدير البرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة "أكيم شتاينز" بأن نسبة الفقر والغلاء لم يسبق لها مثيل منذ عدة عقود، ويصفه بأنه مؤشر خطير يهدد الاستقرار العالمي، ويتوقع خبراء الاقتصاد ما هو أسوأ بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وينحصر الأسوأ فى انخفاض إنتاج أوكرانيا من الغذاء بنسبة 45% هذا العام، ومع التعتيم الروسي على الوضع الاقتصادي يبدو أن روسيا تواجه ركودا ضخما وانحصارا فى تصدير إنتاجها الغذائي والطاقة، أما نظائرهما من الدول الغنية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين أصابها شيء من الركود، لكن الضرر الأكبر على بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وهذا بدوره يطحن قدرات الدول النامية.

أضف تعليق