الجديد فى قمة جدة للأمن والتنمية التنسيق والتكامل الواضح بين القادة العرب المشاركين، وقد انعكس ذلك فى الرؤية والمواقف التى عبر عنها الجميع وكان الأبرز المحاور الخمسة الشاملة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى وأهمية إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ثم أتبع ذلك بضرورة بناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات الطائفية والمتطرفة وإعلاء مفهوم المصلحة الوطنية.
ثم إبراز محور الأمن القومى العربى والذى يعد فى المقدمة دائما فى خطابات وتصريحات الرئيس، حيث يرى أنه كل لا يتجزأ، وأن ما يتوافر لدى الدول العربية من قدرات ذاتية بالتعاون مع شركائها، كفيل بتوفير الإطار المناسب للتصدي لأي مخاطر تحيق بالعالم العربي. وشدد فى هذا الصدد على أن مبادئ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، والإخاء، والمساواة، هي التي تحكم العلاقات العربية البينية، وهي ذاتها التي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك مكافحة الإرهاب والتفاصيل الخاصة بأدواته وأسبابه، حيث قدم أصل المشكلة وكيفية الحل.
كما اهتم بتقديم الحلول فيما يتعلق بنقص إمدادات الغذاء، والاضطرابات فى أسواق الطاقة، والأمن المائي، وتغير المناخ، بهدف احتواء تبعات هذه الأزمات والتعافى من آثارها.
كما وجه الدعوة للمشاركة فى القمة العالمية للمناخ Cop 27 فى نوفمبر 2022 والتى ستعقد فى منتجع شرم الشيخ لمواجهة تغير المناخ.
كما لفت نظرى أداء ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الذى بعث برسائل كثيرة من خلال استضافة هذه القمة من بينها أن العالم العربى أمام صفحة جديدة فى العلاقات العربية والدولية القائمة على الندية وتبادل المصالح، وكذلك كلمات كل من أمير البحرين ورئيس دولة الإمارات، وملك الاردن، وكلمات الكويت والعراق، حيث أثبتت قدرة العرب على التنوع فى إطار وحدة الموقف وتحديد الأولويات، وقد انعكس كل ذلك واضحا فى البيان الختامى للقمة والتى ربما تعقد بين وقت وآخر أى كل عام كما أشار البيان الذى تضمن 21 بندا الالتزام بانعقاد اجتماعهم مجددًا فى المستقبل دون تحديد تواريخ زمنية.
وأتصور أنه سوف يعقد كلما استدعت الضرورة والمتغيرات الدولية ذلك، ومن هنا أتمنى أن يكون هذا التنسيق العربى الأمريكى له آلية عمل لمتابعة ما ورد من اتفاق فى البيان الختامى وإمكانية التنفيذ على أرض.
كما أتمنى تشكيل لجان من الوزراء للتحرك على الأرض لتسهيل حركة الملفات التى تعود للجمود بين وقت وآخر دون إحراز التقدم الذى يحقق الأمن والسلام والتنمية وهو نفس عنوان قمة جدة.