القدس تحديدا .. إما أو ..

القدس تحديدا .. إما أو ..أيمن عطية

الرأى26-7-2022 | 19:55

قد يكون عنوان المقال ستيني أو خمسيني الطابع، لكن قبل الحكم عليه، علينا الوقوف عند سلسلة المعارك التي خاضها ويخوضها المقدسيون ضد جيش الاحتلال ومتطرفيه، وهنا نحن أمام معارك بعضها يومي وبعضها الاخر متقطع ويعلو صوت صداماته حتى نسمع نحن خارج المدينة المقدسة به.


في تلك المعارك تابعنا ما عرف بمعركة البوابات الإلكترونية في يوليو عام الفين وسبعة عشر، عندما أغلق الاحتلال المسجد الأقصى المبارك ومداخل البلدة القديمة ومنع إقامة صلاة الجمعة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967، وساعتها اثبت المقدسيون أن من ينتصر هو صاحب الإرادة الأقوى.


المعركة الثانية التي تابعنا ومعنا العالم تفاصيل مفرداتها كانت في مايو من عام 2019، حين هبت كل فلسطين من أجل الانتضار للمقدسيين حين ضيق عليهم الاحتلال، وزاد مَن إجراءات منعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك.. ساعتها كانت الرسالة واضحة ولا تحتاج تحليلا سياسيا أو استراتيجيا، وهي أن القدس خط احمر لكل فلسطيني ايا كان مكانه على أرض الحبيبة فلسطين. وبالفعل فرض الفلسطينيون إرادتهم.


هذه العودة السريعة بالذاكرة، سببها ما تابعت وشاركت فيه خلال الأيام الأخيرة من فعاليات ترتبط بالمدينة المقدسة، في سياق الفعاليات العربية الخاصة باختيار القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي، وما اسعدني أن القرار رغم مرور ست سنوات عليه، فإن الفعاليات متواصلة بالقوة ذاتها كما لو أنه قد اتخذ أمس، وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا هذه ليست عادتنا كأمة.


، فنحن أهل الحماس المفرط في البدايات، ثم الذهاب إلى مربع النسيان.. لكن لأن الأمر يرتبط بالقدس، فإن الكل العربي يبقى على جاهزيته للبذل والعطاء، وإن كان كل عطاء مهما كانت قيمته يبقى لا شئ أمام ما للمدينة المقدسة من مكانة، وأمام ما يقدم الاهل في فلسطين من تضحيات.


أمام كل هذه المفردات بحاضرها وماضيها، تسكنني تلك الثقة التي كان يتحدث بها استاذ العلوم السياسية المرموق د. أحمد يوسف أحمد خلال منتصف تسعينيات القرن العشرين، فرغم ما كان من حالة نشاط التسوية السياسية حينها، كان يقول الاختبار الحقيقي لكل هذه التسويات سيكون في القدس، فإما جدية ونوايا صادقة، وإما انهيار لكل ما فعلوا، ويصعب أن يكون ثمة طريق ثالث.

أضف تعليق