ويكيليكس العراق

ويكيليكس العراقسعيد عبده

الرأى30-7-2022 | 08:35

تعيش العراق حالة من الاضطراب إزاء ما نشر من تسريبات، تنسب إلى المالكى رئيس الوزراء السابق، ورئيس ائتلاف دولة القانون وواحد من قادة الصف الأول فى قوى الإطار التنسيقى الشيعى.

وهذه التسجيلات تم تسريبها على خمس مراحل على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى من خلال الصحفى والناشط المعارض على فاضل.

هاجم المالكى فى هذه الرسائل الدولة والجيش والشرطة وقوى شيعية على رأسها التيار الصدرى وزعيمه مقتدى الصدر بشكل شرس وعنيف وغير مسبوق.

وقد طلب مقتدى الصدر من أعوانه عدم الاعتداء على المالكى، ولكن نصحه بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي.

وفى نفس الوقت خرج «على فاضل»، الصحفى والناشط السياسى وصاحب هذه التسريبات وأعلن على إحدى القنوات الفضائية بأنه بعد التسريب الأول عرض عليه الحصول على 2 مليون دولار أمريكى، مقابل التوقف عن نشر ما لديه.. وممكن أن يزيد مليون أخرى لو قام بتكذيب ما نشر ويذيع ذلك بنفسه.

وهناك العديد من التساؤلات تطرح نفسها من أين جاء «فاضل»، بكل هذه المعلومات، وهل ما تم تسريبه هو كل ما عنده أم مازال لديه شىء آخر؟.. وهل هناك أجهزة ما أو دولة ما وراء هذه العملية وفى هذا التوقيت بالذات والدولة لديها مشكلة اختيار رئيس وزراء، ثم بعده رئيس للجمهورية. وقد أعلن التوافق على مرشح لرئاسة الوزراء، ولكن لابد الانتهاء من اعتماد الترشيح واختيار رئيس الجمهورية.

وهل على فاضل نشر ذلك من أجل المصلحة الوطنية وإظهار الفساد من خلال هذه العملية وما هو المقابل.. والمؤسف أن دولة العراق تعانى العديد من المشاكل بعد انهيار نظام صدام حسين وإعدامه وحل الجيش العراقى واللعب على صراع عرقيات مختلفة وتقسيم الشعب إلى طوائف سنة وشيعة وكرد وداخل كل فرقة من هؤلاء شيع أخرى.

وكلما ازدادت الفرق ازدادت الخلافات واتسعت الهوة بين أبناء الشعب الواحد وأصبح للكثير من هذه الفرق ميليشيات مسلحة مثل الحشد الشعبى وغيره مما يصعب مهمة وزارتى الداخلية والدفاع وتغل أيديهم عن بسط الأمن داخل البلاد والدفاع عن حدود البلاد أمام الانتهاكات الكبرى من كل من تركيا، التى تعربد فى حدود العراق، بل داخل العراق وخاصة منطقة كردستان وأصبحت تشكل احتلالا جديدًا.. يضاف إلى ذلك ما تقوم به إيران من السيطرة على مفاصل الدولة العراقية من خلال الشيعة والحشد الشعبى، الذى هو امتداد للحرس الثورى الإيرانى، وتحتكر بيع الطاقة للعراق الذى يعانى من أزمة كهرباء طاحنة، والتى تسبب انقطاع الكهرباء عن المنازل والمستشفيات وكل الأماكن ساعات طويلة ولا يصل التيار إلا لساعات محددة وسط النهار على الرغم من رصد ميزانيات كبيرة لتطوير قطاع الكهرباء فى بلد بترولى ميزانيته تريليونات الدولارات، ولكن الفساد والصراع أساس الأزمة ونجحت أمريكا وحلفاؤها من المنطقة فى هدم دولة قوية من الصعب أن تعود بسهولة إلى ما كانت عليه.

والجديد قيام كل من تركيا وإيران بتعطيش الشعب العراقى وإقامة السدود على الأنهار التى تصب فى العراق وتعانى الكثير من المحافظات من الجفاف.

ولى زيارات عديدة لهذه الدولة الشقيقة آخرها منذ شهرين تقريبًا حيث لاحظت الأمن داخل بغداد فى تحسن ونقاط السيطرة الأمنية أصبحت أقل وتتعامل بسهولة ويسر. ولكن مازالت الطرق كما هى
لا تحسين للطرق المتهالكة أو إنشاء طرق جديدة وحياة المواطن من سيىء إلى أسوأ، وشعب متعايش ويبغى التطور والكثير منهم يتغنى بيوم من أيام صدام حسين.

فى العراق لا نقص فى الإمكانيات ولكن النقص فى رجال مخلصين يتفقون على كلمة سواء لإعلاء المصلحة العامة وإنقاذ الوطن وتوفير الرعاية الكريمة لمواطن يستحق هذا.

ولكنها لعنة السياسة والخيانة والدول الكبيرة ونتائج الربيع العربى وثوراته التى مازالت موجودة ليس فى العراق فقط ولكن فى اليمن وليبيا وتونس ولبنان مع استمرار المد الشيعي وحركات التعصب الدينى وآلاعيب الإخوان.

مؤتمر المناخ

قريبًا يعقد فى مدينة شرم الشيخ فى دورة جديدة لاستكمال الحوار بين الدول الكبرى والصناعية وباقى دول العالم النامية المتضررة من التغير المناخى.

وقد أدرك العالم أهمية قضية المناخ من الآثار المدمرة التى بدأت تظهر مثل حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة ونفوق الأسماك فى البحار وارتفاع نسبة السيول وآثارها المدمرة وزيادة عدد الأعاصير وآثارها على كل شىء.

لقد شارك التغير المناخى فى دمار محاصيل زراعية وممكن أن يؤدى إلى نقص فى إمدادات الغذاء للعالم.. مع زيادة الأمراض والمشاكل الصحية التى يتعرض لها المواطن.

لذا كانت أهمية هذه الدورة فالدول النامية والفقيرة هى أكبر متضرر من هذه المشكلة والتى أحدثتها الدول الصناعية والغنية، لذا فهم يطالبون برصد مبالغ معينة وفق دراسات لهذه الآثار وحالة الدمار التى أحدثتها مضار التغير المناخى وأن توزع هذه المبالغ على المتضررين وفق آلية معينة ووسط ما يمر به العالم من أزمة مالية، ثم أزمة كورونا وبعدها مازلنا مع أثار حرب أوكرانيا وروسيا وأثرها السلبى الكبير والمدمر لاقتصادات دول كثيرة، والتى تأثر بها الجميع بما فى ذلك الدول الكبرى، فالعالم أصبح قرية صغيرة علينا أن نراجع أنفسنا، فما يحدث فى منطقة فى العالم ممكن أن يضر أناسا أخرين فى مناطق أخرى.

لذا كان دور مصر المحورى فى أن يكون للقارة الإفريقية صوت مسموع من خلال قيادة مصر لعرض الآثار التى أصابت الدول النامية والفقيرة فى مصر وإفريقيا والعالم أجمع.

تعاون ثقافى

فى زيارة لمجمع البحوث الإسلامية التقيت الدكتور نظير عياد، الأمين العام للمجمع وكم كانت سعادتى بالاطلاع على الإصدارات الجديدة والمتنوعة للمجلس بقيادة ودعم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لنشر الثقافة فى مصر والعالم والقيام بنشر الإسلام الوسطى الصحيح ومشروعات النشر الجديدة وإعداد مجلة للطفل تصدر قريبًا.

وقد تم الاتفاق على توقيع بروتوكول تعاون بين المجمع وكل من دار المعارف والشركة القومية للتوزيع فى مجالات النشر والطباعة والتوزيع والتدريب.. أيضًا الكثير من التسهيلات للناشرين فى التعامل مع المجمع وما يقدمه من خدمات جليلة للناشر المصرى ودعمه لتواجد الكتاب المصرى فى كل مكان.

أضف تعليق