كاتب بريطاني: العقوبات الدولية على روسيا ترتد في صدر الدول الأوروبية

كاتب بريطاني: العقوبات الدولية على روسيا ترتد في صدر الدول الأوروبيةمجلس

عرب وعالم30-7-2022 | 10:49

عبر الكاتب البريطاني سيمون جنكينز عن اعتقاده أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بدأت ترتد في صدر الدول الأوروبية.

وقال جنكينز ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ" إن تلك العقوبات واسعة النطاق التي فرضتها الدول الغربية وحلفاؤها على موسكو أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة إلى جانب زيادة معدلات التضخم بشكل كبير، ناهيك عن تضور ملايين البشر جوعاً في مناطق عديدة من العالم بسبب أزمة غذاء طاحنة تسببت فيها الحرب الروسية في أوكرانيا والتي حالت دون تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية لدول العالم".

ويرى الكاتب" أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا تُعد الأسوء من نوعها في تاريخ العلاقات الدولية حيث إنها لم تؤت بثمارها المرجوة، بل على العكس كان لها أكبر التأثير السلبي على الدول التي فرضت تلك العقوبات".

ويستطرد الكاتب قائلاً" إنه إذا كانت المساعدات العسكرية الغربية ل أوكرانيا لها ما يبررها لتمكين القوات الأوكرانية من مواجهة الآلة العسكرية الروسية فإن العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو ليست لها أي مبرر لأنها غير مجدية ولم تحقق أهدافها التي فُرضت من أجلها ولم تجني منها شعوب العالم سوى المعاناة والخراب".

ويضيف الكاتب" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مازال مستمرا في حربه في أوكرانيا على الرغم من تلك العقوبات ومازال التصعيد العسكري في أوكرانيا مستمرا، موضحا أن الرئيس بوتين على سبيل المثال بإمكانه "تجميد" أوروبا بأسرها خلال الشتاء المقبل بعد تقليص إمدادات الغاز الروسية للدول الأوروبية بما يقرب من 80 بالمئة من إجمالي الواردات في السابق عبر خط أنابيب نوردستريم-1 في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط في العالم على نحو غير مسبوق بينما تعطلت إمدادات المواد الغذائية لدول شرق أوروبا وأفريقيا وآسيا مما تسبب في معاناة الملايين من البشر بسبب تلك العقوبات".

ويستشهد الكاتب بالوضع في بريطانيا حيث يقول" إن أسعار الغاز ارتفعت هناك بمقدار ثلاثة أضعاف في غضون عام واحد مما يصب في مصلحة طرف واحد هو روسيا التي جنت أرباحاً طائلة من زيادة صادراتها من الطاقة لدول قارة آسيا مما أسهم في تكوين فائض غير مسبوق في ميزان مدفوعاتها كما أدى إلى تعزيز قيمة العملة الروسية لتصبح واحدة من أقوى العملات على مستوى العالم حالياً".

ويضيف الكاتب" أن الدول الغربية تعاني الآن من حالة من الكساد الاقتصادي وهو ما ينذر باستمرار حالة من الفوضي وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي بعد أن انطلقت الشرارة الأولى من الاستياء الشعبي بسبب غلاء المعيشة في العديد من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا و إيطاليا والولايات المتحدة".

واختتم الكاتب مقاله بالقول" إن تلك الأوضاع التي تدعو إلى القلق وتثير العديد من المخاوف والهواجس في الدول الغربية دفعت دول مثل ألمانيا والمجر أن تغرد خارج السرب الغربي وتبدأ في الرقص على أنغام الرئيس بوتين".

أضف تعليق