أشارت مجلة "بوليتيكو" نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، إلى أن الدول الأوروبية تستعد لتداعيات التصعيد الخطير بين الولايات المتحدة والصين، فى ظل الحرب الكلامية المستعرة بينهما.
ونقلت المجلة عن مصدر قوله، إن "الحرب الكلامية المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان يمكن أن تتصاعد بسهولة ويتم مراقبتها عن كثب في العواصم الأوروبية".
وأفادت بأن التوترات بين أكبر قوتين عظميين فى العالم تزايدت فى الفترة الأخيرة بشكل كبير بعد أن صعدت بكين من تهديداتها بشأن زيارة محتملة لرئيس مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان فى الأيام المقبلة.
وذكرت أنه من بروكسل إلى باريس، كان مسئولو الاتحاد الأوروبى مترددين فى مناقشة النزاع علنا حتى مع اقتراب الصين من خطر مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة.
وأوضحت أن المحللين يحثون قادة الاتحاد الأوروبى على الانتباه والاستعداد للمتاعب المقبلة.
وقال بوريس روج، نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن: "فى بعض الأحيان تتحقق أسوأ السيناريوهات".
وأضاف: "من الأفضل أن يستعد الأوروبيون للطوارئ، ويدعموا تايوان بينما يظلون على اتصال وثيق مع بكين، ويساعدون على التهدئة".
وأعلنت بيلوسى الأحد أنها ستأخذ وفدا من الكونجرس فى جولة في آسيا، لكنها لم تذكر التوقف فى تايوان فى خط سير الرحلة الرسمى على الرغم من أن ذلك من الممكن أن يحدث.
وتصر الصين على أن زيارة بيلوسى إلى تايوان ستكون انتهاكا صارخا لسياسة "الصين الواحدة" التى تحكم وضع الإقليم، وإشارة إلى الدعم الأمريكى لاستقلال تايوان.
وأكد الرئيس الصينى شى جين بينج الأسبوع الماضى، على موقفه خلال مكالمة متوترة مع جو بايدن إذ نقلت وزارة الخارجية الصينية عن شى قوله "أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها".
ويعتقد محللون أن شى يرغب فى إظهار موقف قوى لأى إشارة على تحرك الولايات المتحدة لدعم استقلال تايوان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يسعى إلى فترة ولاية ثالثة مختلفة المعايير فى هذا الخريف.
إلى ذلك، اقترحت بريطانيا تسليح تايوان، محذرة من أن الغرب يجب ألا يرتكب الأخطاء نفسها فى الفشل فى الدفاع عن التايوانيين كما فعل فى أوكرانيا، فيما وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أخيرا "الثقة بالنفس وقبل كل شىء المظهر القوى للصين" فيما يتعلق ب تايوان بأنه "تحد عالمى".
وقالت المجلة " : لكن فى العلن، كانت معظم العواصم الأوروبية الأخرى أكثر حذرا فى تعليقاتها.. وعندما سُئلت وزارة الخارجية الفرنسية وجهاز السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى عن الرد العسكرى الصينى المهدد على زيارة بيلوسى، لم تعلق".
وقال أحد الدبلوماسيين فى الاتحاد الأوروبى، إن الصمت فى هذه المرحلة أمر متوقع، نظرا لأن تايوان تعتبر فى الأساس مصلحة أمريكية، لكن "رد الفعل سيكون مختلفا إذا أصبحت الكلمات أفعالا".
وردا على سؤال عما إذا كانت التوترات مصدر قلق لحلف الناتو قال دبلوماسى أوروبى كبير: "ليس بعد، لكن يمكن أن يتصاعد بسهولة"، مشيرا إلى أن أسوأ الحالات ستشهد تحويل الاهتمام الأمريكى بعيدا عن أوكرانيا إلى التوترات مع الصين بشأن تايوان.