اقترب موسم حصاد اللؤلؤ الأبيض «الأرز» في جميع المحافظات وتم رفع درجة الاستعداد القصوى داخل وزارتي الزراعة والتموين لجمع هذا المحصول الاستراتيجي خاصة مع ارتفاع أسعاره في الأسواق بصورة كبيرة خلال الشهور الماضية، لكن هل ستشهد الأسواق انخفاضًا في الأسعار مع ضخ الكميات الجديدة في الأسواق؟!
قال د. رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن موسم زراعة الأرز يعطي إنتاجًا مبشرًا ووفيرًا هذا العام، ومن المتوقع أن تظهر الإحصائيات الأولية إلى ضخ حوالي من
7 إلى 8 ملايين طن في الأسواق والذي سيكون له كبير الأثر على الأسعار داخل الأسواق، مشيرا إلى أنه من المتوقع مع بدء موسم الحصاد أن تنخفض الأسعار بنسبة قد تصل إلى 30% أو أكثر.
أكد د. رجب شحاته، رئيس شعبة الأرز، أنه من الأمور التي ستساعد فى السيطرة على الأسعار فى الأسواق أنه سيتم ضخ حوالي 50 ألف طن إلى هيئة السلع التموينية، مشيرا إلى أن سعر الأرز يختلف من مكان إلى آخر لكن من المتوقع أن تنخفض الأسعار مع ضخ الشحنات الجديدة، بالإضافة إلى اقتراب موسم الحصاد وظهور نتائج مبشرة هذا العام.
وعن ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة السابقة قال إن انخفاض المساحة المزروعة من الأرز ساهم فى تقليل الكميات لكن السلوك العام لبعض المواطنين بالتكالب على شراء وتخزين السلع يعتبر العامل الأساسي فى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.
وأضاف أنه من المفترض مع ارتفاع الأسعار أن يتكاتف المواطنون ويتم مقاطعة السلعة المرتفعة فى السعر ما دامت ارتفعت بصورة غير مبررة، كوسيلة للضغط على التجار والتي تعطي نتيجة فى بعض الأوقات لكن ما يفعله البعض هو العكس، فمع ارتفاع الأسعار يتكالب البعض على الشراء والتخزين مما يساهم فى ارتفاع الأسعار بصورة أكبر، لافتا إلى وجود حملات لتغيير هذا السلوك لكنها تعطي نتائج طفيفة مشيرا إلى أن هذا الأمر ظهر بصورة واضحة مع أزمة الأرز فبدلا من عرض الكيلو الواحد بـ10 جنيهات ارتفع سعره إلى 20 جنيهًا.
وتابع: كما أن احتكار بعض التجار للكميات الموجودة لديهم ساهم فى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن كل تاجر لديه كمية يقوم بحجبها عن الأسواق رغبة فى بيعها أثناء ارتفاع الأسعار مما يقلل المعروض فى الأسواق وبالتالي إعطاء مؤشر خاطئ بانخفاض الكميات وبالتالي زيادة الطلب وارتفاع الأسعار.
محصول استراتيجي
ومن جانبه، قال د. رضا محمد علي، مدير معهد المحاصيل الحقلية، إن هذا العام شهد زراعة مليون و100 ألف فدان من محصول الأرز على اعتبار أنه أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير من جانب وزارة الزراعة خصوصا والدولة عموما، لافتا إلى أن موسم الحصاد سيبدأ فى النصف الثاني من شهر أغسطس.
وأضاف أن زراعة الأرز تتركز فى محافظات الوجه البحري بشكل خاص، مشيرا إلى أن هذا العام شهد زراعة أصناف عالية الإنتاجية وتتكيف مع التغيرات المناخية مما ساهم فى إعطاء محصول جيد ووفير.
وأضاف أن محصول الأرز ليس بعيدا عن الخطط البحثية التي يعمل عليها المعهد بصفة مستمرة لاستنباط أصناف جديدة تتأقلم مع التغيرات المناخية الحالية، والتي ساهمت فى رفع إنتاجية محصول الأرز الذي يفضل درجات الحرارة العالية، بالإضافة إلى استنباط أصناف غير شرهة للمياه، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الأصناف التي كانت محل دراسة بالمعهد وأعطت نتائج مبشرة.
وأضاف أن المعهد لديه مجموعة من الأصناف عالية الجودة والتي تعطي إنتاجا كبيرا، بالإضافة إلى عدد آخر من أصناف التقاوي الأخرى التي تعتبر من أفضل أنواع التقاوي لمحصول الأرز والتي تعطي إنتاجية جيدة ساهمت فى مضاعفة الإنتاج بشكل كبير، وهذا من خلال التجارب البحثية المتبعة فى هذا السياق منذ عدة سنوات.