سلطت صحيفة ( واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، الضوء على مستقبل تنظيم القاعدة في أعقاب مقتل زعيم التنظيم أيمن الظواهري في غارة جوية أمريكية استهدفته في أفغانستان الليلة الماضية.
وأوضح الخبراء السياسيون أن عملية استهداف الظواهري تظهر أن الولايات المتحدة ما زالت قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة في أفغانستان بعد انسحاب القوات على الأرض العام الماضي.
وقال المحللون، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، إن "تنظيم القاعدة عدل من وضعه ليعتاد على خسارة قادته مع ظهور شخصيات جديدة لتولي القيادة.. واليوم وفي ظل انقسام التنظيم إلى أفرع وامتداد المنتسبين إليه عالميا من غرب إفريقيا إلى الهند، يظل التساؤل مطروحا بشأن، ما إذا كانت تلك الجماعات ستركز على الصراعات المحلية أم ستتحد من أجل المزيد من الطموحات العالمية؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الجانب الآخر، فإن عملية استهداف الظواهري تسلط الضوء أيضا على رغبة حركة طالبان الواضحة في استيعاب عناصر تنظيم القاعدة في المنطقة.
بدوره، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، إن "القاعدة تواجه حاليا أزمة خلافة حادة" فمن الناحية الفنية من المقرر أن يتولى سيف العادل زمام أمور التنظيم، غير أنه يتواجد حاليا في إيران، الأمر الذي يدفع المنتسبين للتنظيم لطرح تساؤلات حول مصداقية ماضيه.
وتابع ليستر "تولي سيف العادل زمام الأمور قد يكون بمثابة ناقوس الموت لتطلعات القاعدة كتنظيم عالمي حيث يعمل المنتسبون على تعميق استقلاليتهم عن التنظيم".
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة لم ينفذ أي هجمات إرهابية كبيرة في الولايات المتحدة أو أوروبا خلال السنوات الأخيرة عقب الانفجارات التي أسفرت عن مقتل 52 شخصا في لندن في 2005، موضحة أن بعض المهاجمين استوحوا أفكارهم من القاعدة مثلما فعل مهاجم كان يحمل سكينا وطعن رجلا وامرأة في هجوم بالقرب من جسر لندن عام 2019.
ورأت الصحيفة أن الضربة التي استهدفت الظواهري هي الأحدث في سلسلة عمليات أمريكية الناجحة ضد قادة القاعدة وداعش، وبحسب الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن "وفاة الظواهري يجب أن تساعد في ضمان ألا تصبح أفغانستان ملاذا آمنا للإرهابيين ومنصة انطلاق للهجمات ضد أمريكا".