استخدم علماء أمريكيون من جامعة "ييل" تقنية جديدة تهدف إلى استعادة العديد من الوظائف البيولوجية للخنازير التي ماتت لأكثر من ساعة، في تجربة وصفتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الخميس بأنها "مثيرة للجدل" وتُظهر أسئلة عميقة حول الحد الفاصل بين الحياة والموت!.
وأفادت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي تعليقًا على هذه البحث) أن هذه التجربة تعد امتدادًا لمشروع رائد يرمي إلى استعادة بعض وظائف المخ للخنازير مقطوعة الرأس قبل ثلاث سنوات. وفي أحدث التطورات، أعاد الفريق القائم على التجربة الدورة الدموية والنشاط الخلوي إلى أجسام حيوانات كاملة تم تخديرها ثم قتلها من خلال نوبات قلبية.
وقال الباحثون، الذين استخدموا حوالي 100 خنزير في المشروع الأخير، إن هذه التقنية يمكن أن تزيد في نهاية المطاف من صحة الأعضاء البشرية أثناء الجراحة وتزيد من توافر الأعضاء المانحة. ويتضمن الإجراء، المسمى OrganEx، ضخ سائل ترميمي يحتوي على مزيج من 13 مركبًا يعزز الصحة الخلوية ويثبط الالتهاب، في الخنازير الميتة. وبالفعل، أُستؤنف النشاط البيولوجي في العديد من الأعضاء بما في ذلك الكبد والكلى والدماغ والقلب، وهي أعضاء تحتفظ خلاياها بالقدرة على استعادة النشاط.
وقال الدكتور نيناد سيستان رئيس المشروع: "تمكنا أيضًا من استعادة الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، الأمر الذي أدهشنا". ونُشرت هذه النتائج في مجلة "نيتشر" العلمية والتي وصفها سام بارنيا، مدير الرعاية الحرجة وأبحاث الإنعاش في كلية الطب بجامعة نيويورك، بأنها "رائعة حقًا وهامة بشكل لا يصدق".
وتابع بارنيا، الذي لم يشارك في البحث: "ان العلم أثبت أنه بعد الموت، لا تزال الخلايا في أعضاء الثدييات بما في ذلك البشر، مثل الدماغ، حية لساعات عديدة" مشيرا إلى أن "الدراسة الأخيرة توضح أن المعتقدات الخاصة بالموت، كنهاية مطلقة، غير صحيحة علميًا. بل على النقيض من ذلك، فإن الموت علميًا هو عملية بيولوجية تظل قابلة للعلاج ويمكن عكسها لساعات بعد حدوثها" بحسب قوله.
وأبرزت الدراسة أنه عندما يتوقف القلب عن النبض، يدخل الجسم في حالة من الإقفار حيث تبدأ الأعضاء في الانتفاخ وتنهار الأوعية الدموية. ومع ذلك، يبدو أن أنسجة الخنازير الميتة تعمل بعد علاج OrganEx على عكس حيوانات أخرى تلقت إجراءً أكثر تقليدية يسمى Ecmo، والتي تضخ الدم والأكسجين الجديد في جميع أنحاء الجسم.
كذلك، وجد الباحثون، استنادًا إلى تجربة جرت في 2019 على رؤوس الخنازير، أن النشاط الخلوي في بعض مناطق الدماغ قد تم استعادته، على الرغم من أنهم لم يكتشفوا أي نشاط كهربائي منظم من شأنه أن يشير إلى الوعي. ومع ذلك، قال سيستان إن فريق العلماء تفاجأ بملاحظة الحركات العضلية اللاإرادية والعفوية في مناطق الرأس والرقبة للحيوانات المعالجة، والتي ظلت مخدرة بعمق طوال التجربة.. وأضاف أن هذه الحركات تدل على الاحتفاظ ببعض الوظائف الحركية.
وأخيرًا، اعتقد باحثو "ييل" أن التطبيقات الأولى لـ OrganEx في الأشخاص ستهدف إلى الحفاظ على الأعضاء الفردية في حالة جيدة للزرع بدلاً من الحفاظ على أجساد بشرية كاملة على قيد الحياة!.