لا يمر وقت إلا ويتفنن الإنسان فى ابتكار سلاح أكثر فاعلية فى قتل البشر، ويخترع أسلحة يكتنفها الغموض والغرابة، وكان أشهر مسدس فى العصر الحديث يسمي مسدس الأزمات القلبية.
ويحتوي بداخله على أسهم صغيرة مصنوعة من أشد السموم قتلا، وتذوب بسرعة بمجرد اختراقها الجلد، وتصيب الضحية بأزمة قلبية حادة فى أقل من دقيقة، واقترن هذا ال مسدس بواحدة من فضائح فساد للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وذكر المحققون أن ال مسدس كان مجهزا لاغتيال الزعيم الكوبي "فيدل كاسترو".
والطرق الأشرس وحشية فى صناعة السلاح مازال يعكف على ابتكارها إنسان يسيطر على عقله لذة التدمير، ويرفض تماما تغيير مسار ابتكاراته فيما يسعد البشرية، واستخدم الفيروسات فى الإبادة الجماعية من على بعد مع مطلع القرن الماضي، وتعد الحرب البيولوجية أشد المعارك تعقيدا فى عمليات القتل، ومن أخطرها الاستعانة بفيروسات الكيميرا لقدرتها علي القتل ببطء.
وهل تسكت عقلية المدمر عن اختراع المزيد من الأسلحة الفتاكة ؟ وهل يقتصر على ما قدمه من أدوات قتالية غريبة تكاد تفجر الأرض عن بكرة أبيها؟ بالتأكيد لا، فشهوته المريضة تغلب عليه، واخترع طلقات وقنابل تصيب بالهلوسة، وجاءت ضمن برنامج تسليح للاستخبارات الأمريكية، وكانت تستهدف التحكم فى العقول وتدميرها، وتلك الطلقات تحمل نسبة من مواد الهلوسة، وتفقد المصاب اتزانه.
وجراب وحوش البشر ملئ بالأفكار الشيطانية، التي لا تعتمد فقط على تحقيق هدف القتل، وإنما تسعي فى كيفية سلب حياة الإنسان تدريجيا، وتوصل لاختراع بندقية العمي
فى ستينيات القرن العشرين، وجرى تصنيعها فى مختبرات الجيش الأمريكي.
وأستخدم الأمريكيون وقتها تكنولوجيا وليدة آنذاك وهي أشعة الليزر، وتم تطويرها بعد ذلك على أيدي القوات البريطانية، وتهدف لأحتراق أنسجة شبكية العين، وصنعوا بندقية كبيرة بداخلها أشعة الليزر، وتسبب العمى الدائم، وتعد كأول سلاح ليزر.
وكلما تخطت أرباح الشركات المصنعة للسلاح حاجز المليارات، يسيل لعاب أصحابها فى تشجيع الابتكار لتصنيع أسلحة أكثر غرابة وفتكا عن سابقيها، وهؤلاء المستثمرون فى صناعة السلاح هم من يتحكمون فى إدارة سياسات الدول الكبرى، وهم كذلك بمثابة وقود فى إشعال الحروب والنزاعات حول العالم.